رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد الساعد
محمد الساعد

«باريس نجد».. قصة حليف!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

عندما أطلق النجديون عبارتهم اللطيفة «باريس نجد»، لم يكونوا يعنون مدينتين إحداهما في أواسط نجد والأخرى في أعماق فرنسا فقط، بل ربما أكدوا من دون قصد على عمق العلاقة التاريخية بين فرنسا والسعودية.

وبحكم التجارة والأمن والمصالح الإستراتيجية استمرت السياسة السعودية طوال تاريخها تميل للمعسكر الغربي، إلا أن باريس بقيت وفية دائما للعلاقة مع الرياض، ومستعدة أكثر من غيرها لتلبية حاجاتها.
زار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف فرنسا، وهي تعيش حيرة كبيرة بين أخلاقها المدنية وحاجاتها الأمنية، وبين اتخاذ إجراءات قد لا تكون مثالية تجاه مكوناتها الاجتماعية، لكنه الأمن المقدم على الأخلاق دائما.
فرنسا في حاجة ماسة ومؤثرة للحكمة والخبرة السعودية في الملف الأمني والاستخباراتي، وهذا لن يحدث بدون تعاون ودعم سعودي، فالأمير محمد بن نايف هو واحد من أهم القادة الذين خاضوا حربا ناجحة ضد الإرهاب، بل واستطاع بحكمته وبراعته أن يكسر شوكتهم في بلده، ويقطع خواصرهم عبر العالم.
الملفات التي يقودها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف كقائد سياسي وأمني رفيع، لا تقتصر على الرصاصات التي يجب أن توجه على الإرهاب، بل تمتد إلى السياسة والاقتصاد والمساحات «الجيوسياسية»، التي يتحرك فيها حليفان يجدان أن إدارة ملفات الشرق الأوسط اليوم هي مهمة انتحارية، ولن تستطيع دولة بمفردها أن تزيح هذا الركام لوحدها.
سياسة هولاند في المنطقة العربية، تكشف أن الفرنسيين كما السعوديين لديهما نفس الرؤية حول الأخطار النابتة في جدران دمشق وطهران وبيروت، وكذلك الوجود الروسي الغامض في المدار السوري، إضافة لتنظيم داعش العدو المشترك الذي هاجمهما في مدنهما الآمنة.
السياسي السعودي والفرنسي يعيشان ملفات متفجرة تحاصر المنطقة بضراوة، وتشكل خطرا داهما عليهما، من نورمندي غرب فرنسا إلى الأحواز شرق الخليج العربي، كما أن الدولتين تجدان بكل وضوح أن الفضاء العربي والأفريقي هو مساحة مشتركة، ومستقبل يمكن العمل فيه بكفاءة كحلفاء، بمنطقة يبلغ عدد سكانها أكثر من مليار نسمة وبها أكثر من 70 % من طاقة العالم.
وللتخلص من كل المصاعب والأخطار التي تقف أمام مصالحهما، قررت العاصمتان إعادة التموضع المشترك، واتخاذ السياسة الهجومية خيارا جديدا للتعامل مع الملفات الساخنة، دون انتظار تبريدها في «المطبخ الأمريكي الروسي المشترك».
السعوديون دائما ما يرون الفرنسيين حلفاء بلا تكاليف، وشجعان بلا تردد، ولن تنسى المملكة ذلك الموقف العظيم الذي اتخذه هولاند رفقة المرحوم سعود الفيصل من ثورة 30/ 6 / 2013 المصرية، حينما اعتدل الفرنسيون في جلستهم وبسطوا يدهم للسعوديين وأخذوا برأيهم، ونزعوا فتيل المؤامرة، ومنعوا تحويل الملف المصري لمجلس الأمن، إنها قصة حليف يفهمك قبل أن تتحرك إليه.
نقلا عن عكاظ

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up