رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

أنسلّ كما تنسلّ الشعرة

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

دعا الأستاذ حسين شبكشي إلى إنشاء متحف توضع فيه الأشياء التي كانت تُمنَع وتُحرَّم مثل: الراديو، والتلفزيون، والصورة، والكبك، والساعة، وجهاز إرسال البرقية، والسيارة، و(السيكل)، والغترة البيضاء، وتعليم البنات، والسينما، والكاميرا، والجوال، وغير ذلك من الأشياء التي أصبحت اليوم جزءاً من حياتنا اليومية ولم تغير في ديننا – انتهى. وإنني بدوري أريد أن أزيده من الشعر أبياتاً وأقول: إن مبدأ التحريم العشوائي قديم جداً، فالقهوة على سبيل المثال كانت محرمة، وقيل إن شاربها يُحشر يوم القيامة ووجهه أسود من قعور أوانيها، حتى الشاي قالوا فيه إن: شاربه يلهو كسكران - ولا يزال من الضلال حيرانا، بل إن ملاعق الأكل لم تسلم منهم وقال شاعرهم: اضرب بخمس ولا تأكل بملعقة- إن الملاعق للرحمن كفرانا. ولكي أوسّع أو أضيّق صدوركم قليلاً، اقرأوا معي: لا يجوز للمسلم القيام لأي عَلم وطني، أو سلام وطني، أو يؤدي التحية العسكرية. فمثلاً حلق اللحية، والتصفيق، وإسبال الثوب، وشرب الدخان، وزخرفة المساجد، وارتداء الساعة بالمعصم، وكرة القدم، والمسابقات الشعرية، وقراءة الجرائد في رمضان، والتشبه بالكفار في لباسهم، ومناداة أحدهم بـ«يا أخي أو يا رفيقي أو يا صديقي»، كلها كانت في عرفهم حراماً في حرام. كما حرّموا على المرأة الرقص في الأعراس أمام النساء، ولا يجوز لها لبس العباءة فوق المنكبين، والكعب العالي، وطلاء الأظافر بـ(المونيكير)، ولبس (السوتيان)، وتزويق الحواجب. بل إن بعضهم قد حرّم حتى لبس (البرقع) لأنه يكشف عن العينين. أعجبني وشرح صدري ذلك التناقض (اللطيف) بين مفتيين؛ الأول (سبور) وروحه رياضية عندما أباح للمرأة أن تضرب زوجها، فرد عليه الثاني بكل صلف قائلاً: إنه لا يجوز لها أن تمد يدها عليه، حتى لو كانت تدافع عن نفسها!! ما ذكرته هو غيض من فيض، فهناك الكثير والكثير من العجائب، ولو أنني أردت أن أسترسل لما كفتني كل صفحات هذه الجريدة. عموماً لا أريد أن أضع بيني وبين النار (مطوّع) مثلما يردد البعض، ولكنني أريد أن أضع الدكتور أحمد العرفج بيني وبين من كانت لحومهم مسمومة، لأن كل ما ذكرته سابقاً إنما أنا استقيته أو (غششته) من كتابه الممتع «الغثاء الأحوى»، وليعتبر مقالي هذا دعاية مجانية لكتابه الموثق بالأسماء. وإذا كان هناك من يريد أن يحاسب، فليحاسب ويقتص من صاحب الكتاب، وعليه أن (يديلو) ولا يرحمه، والله يقويه. أما أنا فإنني أنسلّ كما تنسلّ الشعرة من العجين، و(ما لي شغل).
نقلا عن "الشرق الأوسط"

arrow up