رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

عيشة تطهَّق

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

أنا دائماً أتعاطف مع المرأة وأقف في صفها، وأرى أن الرجل في الغالب يتجنى عليها ويهضم حقوقها، ولا يساعدها كما يجب في شؤون المنزل، ولا همَّ له عندما يأتي من عمله متعباً إلاّ أن يخلع ملابسه وقد يرمي بها على الأرض، منتظراً تحضير الطعام ليملأ معدته، ثم يذهب لنومة القيلولة، دون أن يكلِّف نفسه حمل طبق، ناهيكم بغسله. هذا هو تصوري القديم الراسخ في ذهني، لولا أن عرفت عن عروس مصرية، طلبت الطلاق أو الخُلع من زوجها ولم تمضِ معه غير أسبوعين، وذلك بعد أن ضاقت به ذرعاً بسبب مكوثه في المنزل بشكل دائم، ولا همّ له إلاّ القيام بالأعمال المنزلية، من كنس وتنظيف، وغسل وكيّ، وطبخ وتحضير، ولا يترك لها مجالاً لكي تساعده، بل إنه يرفض ذلك بإصرار طالباً منها فقط أن ترتاح. وقالت (سمر. م): «إن زوجي (محمد. س) يتصرف كربّة منزل، وبعد أن واجهته بمشاعري تجاه ذلك، تبسم بوجهي ولم يجبني. إنه يسيطر على كل شيء في المنزل، ولا يسمح لي بلمس أي شيء، حتى ملابسي أنا هو الذي يرتّبها ويكويها ويعلقها، وجزمي هو الذي يحضرها، ومكياجي هو الذي يقدمه لي. وعلى الرغم من أنه يملك متجراً ناجحاً لبيع الملابس من أفضل الماركات، ويعمل فيه العديد من الموظفين، فإنه من ليلة دخلتنا وهو مستقر في المنزل ولم يخرج معي ولا حتى مرّة واحدة، كأنه هو (الست) وأنا (الراجل)». وأردفت قائلة: «الحقيقة أنها (عيشة تطهق)». واشتكت سمر تصرفات زوجها لحماتها، لكنها فوجئت بها تقول لها: «إنه عندما كان يعيش معنا، كان يذهب كل يوم إلى عمله ولا يعود إلاّ متأخراً، ولا يفعل أي شيء في المنزل» – انتهى. الحقيقة أنني تعجبت من هذه القضية التي (استنوق فيها الجمل واستجملت الناقة)، غير أنني أعتبرها قضية شاذة وليست قاعدة. ومن حسن الطالع أن المدعوة (سمر) لم تنضم إلى النساء اللواتي يمددن أياديهن على أزواجهن، لأنني قرأت الدراسة التي أجراها (المركز القومي للبحوث الاجتماعية) بالقاهرة، وأثبت فيها أن المصريات هن الأكثر ضرباً لأزواجهن في العالم. والحمد لله أنها لم تكن مثل الزوجة السعودية في بيشة التي لم تكتفِ بالضرب، بل إنها تركته حتى ينام ثم سكبت عليه زيتاً مغلياً، ومن شدة صراخه عرف الجيران أن هناك كارثة قد حصلت، واتصلوا بالشرطة التي حضرت، وبدورها اتصلت بالإسعاف، وهو منوم الآن بالمستشفى من جراء إصابته بالحروق من الدرجة الثالثة.
نقلا عن "الشرق الأوسط"

arrow up