رئيس التحرير : مشعل العريفي

السديري يروي حديث دار بينه وبين سمسار.. ويوضح مقولة:" أنا ومن بعدي الطوفان!"

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: قال الكاتب الصحفي مشعل السديري:" قرأت أنه عندما كان جيمس فورستال وزيراً للدفاع في أميركا، تلقى رسالة من أحد المزارعين بولاية نيو إنغلند قال فيها إنه قرأ في إحدى النشرات الزراعية أن الفلاحين المقيمين في المناطق المجاورة لمدينتي هيروشيما ونغازاكي اليابانيتين اكتشفوا أن القنابل الذرية التي ألقيت على المدينتين زادت خصوبة التربة في أراضيهم بعد ذلك".
أرجو عدم إبلاغ جيراني شيئاً عن هذه المسألة!
وأضاف السديري في مقالة منشورة بصحيفة "الشرق الأوسط" تحت عنوان " أنا ومن بعدي الطوفان":"وقال المزارع الأميركي في رسالته إن أرضه قلّت خصوبتها كثيراً، وإنه لهذا يرجو وزير الدفاع أن يأمر بإلقاء قنبلة ذرية على المزارع المجاورة له، مع إخطاره قبل ذلك بأربع وعشرين ساعة ليبتعد عن المكان وضحكت عندما قرأت في أسفل الرسالة الملاحظة التالية:"أرجو عدم إبلاغ جيراني شيئاً عن هذه المسألة".
اللهم اجعل كيدهم بينهم
ولفت السديري:" هذا الذي قرأته ذكّرني برجل مهنته السمسرة كصاحب مكتب عقار في جدة، وكان يستمع وقتها إلى حديث يدور عن التهديدات المتبادلة بين كوريا الشمالية وأميركا، بالضرب بالصواريخ النووية..وفجأة إذا بالسمسار يرفع كفيّه للسماء ويقول: اللهم اجعل كيدهم بينهم.. فاستغربت من دعائه، وسألته: هل معنى ذلك أنك تريد نشوب حرب نووية؟!.. أجابني دون تردد أن العقار يعاني هذه الأيام كساداً في بلادنا، ولو أن تلك الحرب قد نشبت، واستطاعت كوريا الشمالية أن توجه صواريخها الماحقة لبعض الحقول والمنشآت النفطية الأميركية، فلسوف يكون هناك شح عالمي خانق في البترول، وسترتفع أسعاره ارتفاعاً تصاعدياً هائلاً، وبما أن بلادنا هي أكبر دولة منتجة ومصدرة للبترول، فسوف يتضاعف دخلها عدة مرات، وهذا ما سوف ينعكس إيجاباً على سوق العقار عندنا، وتزداد المبيعات في مكتبي، وسترى الزبائن يصطفون أمامه بالطوابير".
الحقيقة أنك محلل سياسي واقتصادي لا يشق لك غبار
وتابع السديري:" قلت له متهكماً: عدّاك العيب، الحقيقة أنك محلل سياسي واقتصادي لا يشق لك غبار، ولكن ألم تفكر في ملايين البشر الذين سوف يموتون جراء تلك الحرب، والدمار الذي سوف يحصل في تلك البلاد؟!.. فقال لي بكل بساطة: لدينا يا مشعل مثل قديم كنا نردده وهو: جرح في رأس غيري مثل شطب بجدار".
أنا ومن بعدي الطوفان؟!
وأوضح السديري:" جاملته وجاريته في البداية معتقداً أنه يمزح، غير أنني استصبت عندما وجدته يعني فعلاً ما يقول، لهذا توقفت عن مناقشته، وتركته يثرثر دون أن أصغي إليه.. وأخذت أتساءل بيني وبين نفسي: أإلى هذه الدرجة تصل شفاحة الإنسان... إلى الحد الذي من الممكن أن يقول:أنا ومن بعدي الطوفان؟!.. إنني لا أطلب منك يا ربي سوى الرحمة".

arrow up