رئيس التحرير : مشعل العريفي
 فهد عامر الأحمدي
فهد عامر الأحمدي

فلتكن محركات بحث شرعية

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

في مقال "كيف تعرف أنك في السعودية" أشرت إلى أن الشاب والشابة في مجتمعنا المحلي يعرفان كل شيء عن أي شيء ينويان شراءه أو اقتناءه (جوالات سيارات كاميرات ملابس) باستثناء شريك المستقبل الذي لا يعرفان عنه شيئا حتى ليلة الدخلة.. وأنت وحظك..
ولأن 90% من سعادتنا وتعاستنا يحددها شريك المستقبل.. ولأن الحب المسبق ليس حالة شائعة في مجتمعنا المحافظ، ظهرت جمعيات خيرية ومواقع إلكترونية تحاول ردم الفجوة والتوفيق بين الجنسين بالحلال..
وهي بلا شك حل جزئي يساهم في ردم فجوة الجهل بخصوص شريك المستقبل.. تساعد في تجاوز العقبة التي تفرضها طبيعتنا المحافظة وصعوبة تفتيش الجنسين عن شريك المستقبل بصفة شخصية..
وهذا بطبيعة الحال يختلف تماما عما يحصل في دول الغرب والشرق حيث فرص التعارف متوفرة، والجنس الآخر اما رفيق دراسة أو عمل، ولا تشكل مواقع كهذه خيارا أساسيا، وبالتالي تحولت معظم مواقع التزويج (حتى التي بدأت بنية شريفة) إلى سوق مبطنة للنخاسة العالمية..
ففي أوروبا مثلا ازدهرت وكالات ومواقع التزويج بعد انهيار الأنظمة الشيوعية في الشرق.. فمع أن معظم تلك الدول تبنت سياسة السوق الحرة إلا أن الرخاء المنشود كان أبطأ من أن تنتظره النساء هناك ففضل معظمهن الهجرة إلى غرب أوروبا بحجة الزواج.. وتتضح النوايا السيئة من الإعلانات المصاغة بطريقة تصل إلى حد الإسفاف والدعارة المقنعة؛ فقد تجد إعلانا في أحد المواقع يمتدح المواصفات النسائية في (ذلك البلد) أو يقدم نساء (تلك الدولة) بأسعار أقل – أو حتى يضمن استعادة رسوم الخدمة في حال عدم تطابق "البضاعة" مع المواصفات المطلوبة..
أما في الولايات المتحدة فمعظم المرشحات للزواج عبر الانترنت (وكن في السابق عبر الكاتلوج) يأتين من الدول الآسيوية كالفلبين والهند وتايلند؛ فالرجل هناك له تجارب فاشلة مع المرأة الأميركية التي قد يرى فيها صديقة رائعة لكنه لا يحتملها كشريك أو ربة بيت.. والعجيب أن الجمعيات النسائية هناك تطالب دائما بوقف أعمال المواقع والوكالات (التي تخطف الأزواج) جنبا إلى جنب مع مناداتها الدائمة بالتحرر من.. طغيان الرجال!
.. على أي حال؛ سوء النية ليس عذرا في عدم استغلالنا نحن لهذه الوسائل والتقنيات لغايات شرعية ونبيلة تحت إدارة مشرفين موثوقين في مجتمعنا المحلي.. بكلام آخر؛ ما المانع في لجوء شبابنا وفتياتنا إلى (محركات بحث شرعية) تتعامل مع المعلومات المقدمة بطريقة "مشفرة" وتدار من قبل شخصيات فاضلة ومستأمنة؛ فالشاب لدينا "صياد أعمى" تقوده والدته أو خالته أو شقيقته الصغرى نحو امرأة لا يعرفها (وأنت وحظك).. أما الفتاة فوضعها أصعب منه بكثير كونها لا تملك حق البحث أو الاصطياد أصلا وتظل قابعة في بيتها بانتظار أقرب رجل يطرق الباب (وبالكثير ثاني أو ثالث رجل تصبح بعدها من فئة العوانس)..
وفي المقابل ومن وجهة تقنية بحتة تعمل محركات البحث الشرعية على منح الطرفين خيارات أوسع والتوفيق بينهما بشكل أفضل وأسرع.. وهذا بدون شك أحرى أن يؤدم بينهما!
.. وكي لا تتحول محركات البحث هذه إلى مواقع خاصة بالتعارف فقط (أو زيجات مسيار ومتعة) لا مانع من وضعها تحت إشراف وزارة الشؤون الدينية أو حتى هيئة الأمر بالمعروف.. أقول هذا رغم أن خبراء البرمجة يعرفون إمكانية تقنينها وضمان سلامة نية الطرفين من خلال برمجيات خاصة تتيح ميزة السرية، والتأكد من هوية الخاطب، ومشاركة ولي أمر الفتاة قبل نشر "الطلب" على الموقع..
.. وكما قلت في بداية المقال؛ هذه مجرد محاولة لردم فجوة جهلنا بهوية شريك المستقبل.. الانسان الذي سنرتبط به حتى وفاتنا ويملك مفاتيح شقائنا أو سعادتنا.. والله من وراء القصد.. نقلا عن الرياض

arrow up