رئيس التحرير : مشعل العريفي
 عبدالله بن بخيت
عبدالله بن بخيت

الدشتية لا مذهب لها

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

ما الذي يريده النائب الكويتي عبدالحميد الدشتي عندما أطلق التصريحات المسيئة للمملكة ولبلاده؟ الكويت دولة آمنة يتعايش فيه السني والشيعي بسلام. لا أحد يستطيع الادعاء أن الأكثرية الكويتية السنية تضطهد الأقلية الشيعية أو أن الأقلية الشيعية الكويتية مهمشة ومنتقصة الحقوق بإجراءات ترعاها الحكومة هناك. تسعى الحكومة الكويتية كأي حكومة لخدمة المواطن وأن يكون البرلمان مراقبا ومتابعا. ما الذي يجعل النائب الدشتي يزج بالمملكة في نشاط البرلمان الكويتي؟ انتخبه الناخبون ليكون صوتهم وعينهم داخل الكويت وفي الشأن الكويتي. حرض على دولة في دولة أخرى ولاء لدولة ثالثة. لا يختلف دشتي عن حسن نصرالله رئيس حزب الله اللبناني الذي ينتمي لدولة ويحارب في دولة ثانية تنفيذا لأجندة دولة ثالثة. العيش في مكان والولاء في مكان آخر.
دشتي كويتي ولكن في حدود ما يسمح له ولاؤه لرجل الدين. في رقبته بيعة أكبر إذا اردنا استخدام المصطلح الديني. الولاء هو الولاء: لا يمكن أن يكون للمرء ولاءان. احدهما سيغلب الآخر وسيدمجه فيه. يصبح الولاء الأصغر في خدمة الولاء الأكبر.
دشتي في خدمة الكويت ولكن لا مانع لديه أن يزج بالكويت في معركة مع دولة ثانية إذا فرض عليه الولاء الأعظم لرجل الدين في الدولة الثالثة ذلك.
للنظر إلى الصورة في إطارها الأكبر نسأل. ما الذي يعنيه أن يقوم بعض السعوديين بالدفاع المستميت عن اردوغان التركي (كما لو انه إمامهم) وما الذي يعنيه أن يقوم نفس البعض بالحرب على الحكومة المصرية التي أطاحت بحكم الإخوان المسلمين في مصر في موقف يتحارب تحاربا صريحا مع موقف بلادهم ومصالحها الاستراتيجية؟ ما الفرق بين دشتية هؤلاء ودشتية دشتي؟ وبين الفقيه والمرشد.
مشكلتنا في المنطقة ليست في سني أو شيعي. يستطيع أي من ابناء الطائفتين ممارسة طقوسه الدينية وحياته دون المساس بالآخر. نرى هذا التعايش في بلاد الغرب. السني والشيعي والمسيحي واليهودي وأديان أخرى لا تعد ولا تحصى يتعايشون بسلام ويمارسون طقوسهم الدينية بكل حرية وإيمان.
والأكثر من هذا نراهم يتعاونون في المصالح والشراكات والبناء والمناسبات السعيدة المختلفة. لماذا يلتزم الجميع السلام عندما يهاجرون إلى بلاد الغرب ويتناحرون ويقتاتون على الكراهية عندما يعودون إلى أوطانهم الأصلية؟
كندا تعرف الجواب.
قبل سنوات قليلة تقدم داعية سعودي شهير بطلب فيزا دخول كندا. رفضت الحكومة الكندية ذلك. شعرت بقليل من الاستغراب ولكن بعد تأمل وتذكر وتفكر احترمت القرار الكندي وأكبرته. كندا جزء من العالم الغربي. التجربة واحدة. عانى أجدادهم الأمرين مما نعاني منه اليوم. لم تنس كندا تسلط رجال الدين على عقول اجدادهم ومقدرات حياتهم في أوروبا العصور الوسطى.
ألقى بهم رجال الدين في حروب وكراهيات وغزوات بعد أن حرموهم من نعمة عقولهم بحشوها بالخرافات. السحر وما أدراك ما السحر.
القانون الكندي واضح. أهلا بالمسلمين ولا لدعاة الحرب والكراهية وتسفيه العقول. عيشوا بيننا بسلام وإذا اشتهيتم قتل بعضكم بعضا عودوا إلى أوطانكم لتنصتوا إلى نصائح وخطب دعاتكم نقية من مظانها. لا مكان للدشتيتين السنية والشيعية في كندا. نقلا عن الرياض

arrow up