رئيس التحرير : مشعل العريفي

من الجبان ومن الشجاع؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

• يظن بعض الصحب في وسطنا الرياضي أن الإعلامي مهمته الاستجابة لرغباتهم بشتم فلان ومدح فلان، وإن لم يفعل فهو جبان.
• ويظن فريق آخر من ذات الصحب أن من لم ينضم لحملاتهم ضد فلان وفلان يجب أن يعاقب، وللعقاب عندهم وجه واحد يشبه وجه ذاك الشاعر الذي شتم وجهه عندما رآه في الماء.
• بقي أن تعرفوا أن من يطالبون الإعلامي بالشجاعة يختبئون خلف أسماء مستعارة، وهنا الضحك أشبه بالبكاء، وإن قلت غيرها ربما أجرح شجاعتهم.
• أنت يا من تقول ما تريد في وسائل التواصل الاجتماعي، وتشتم من تريد، وتتجاوز على من تريد تحت اسم حركي أو رمزي، عقوبتك لن تتجاوز «البلوك»، لكن الإعلامي الذي تطلب منه أن يشاركك هذا التوجه محاسب على خطأ إملائي، فكيف حينما يتجاوز ويشاركك بضاعتك الرديئة؟
• صحيح أن هذا الفكر ساد في مرحلة ماضية، ووصل بين الإعلام وأهله دم الشتائم للركب، بل أن ثمة من اعتبره ظاهرة عنوانها «اجلد» وتفاصيلها «عطنا فاصل يا مخرج» لكن تلك المرحلة انتهت بكل ما فيها من سوء.
• لنا أندية نعشقها مثل عشقكم لها، لكن لنا مهنة يجب أن نحترمها بل ونقدم مصالحها على مصالحنا، فلا تطلبوا منا أكثر من احترامكم من خلال رأي ورأي آخر، وإن اختلفنا يفترض أن يكون اختلافنا واعيا جداً.
• مرت مرحلة لم نكن فيها نقدم آراءنا بل أهواءكم التي تملؤها علينا، وكنت وقتها مرة أضحك على ضحاياكم ومرة أبكي على مهنة ابتذلت.
• كنا بحاجة إلى مرحلة مثل هذه التي نعيشها الآن من احترام متبادل ومن قسوة على كل من يتجاوز على المهنة وأدبياتها.
• لا أنفي وجود نتوءات أو تشوهات فردية من هنا وهناك لكنها تظل تحت السيطرة، بمعنى أن ما يحدث من خرق لعقلنة الخطاب الإعلامي فردي وليس جماعي، قياساً ببلاوي المرحلة الماضية التي ضاع فيها الخطاب العاقل وسادت الفوضى وأي فوضى.
• أعود إلى بيت القصيد في هذا المقال والمعني بمن يريدون إعادة الإعلام الرياضي إلى الشاتم والمشتوم، وأتمنى منهم أن يزيحوا ستار التستر خلف الأسماء الوهمية ويقدموا صورهم وأسماءهم ويقدموا لنا شجاعتهم نقداً أو قدحاً أو شتماً، ليعرفوا بعدها أن للتجاوز ثمنا قد يقودهم للمحاكمة ومن ثم السجن.
• كثر في تويتر تحديداً استسهلوا السب والشتم، وهي بلا شك سلعة رخيصة بائعها وشاريها نهايتهم الإفلاس لكن إلى متى؟
ومضة
عظم الله أجري في أشخاص ماتوا بعيني وهم على قيد الحياة
نقلا عن "عكاظ"

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up