رئيس التحرير : مشعل العريفي

اللاعب السعودي مُدلل..!!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

إننا نبحث دائمًا عن أسباب انخفاض مستوى اللاعب السعودي داخل الملعب، في ظل إيماننا تمامًا بوجود الموهبة مع العمل على تطويرها، وأكثر الأجوبة التي تأتي في هذا السياق تتمحور حول الجوانب البدنية والنفسية للاعب، رغم أن معنى احتراف كرة القدم كلعبة التفرغ "التام"؛ مما يقضي على مسألة الانخفاض الواضح في مستواه الفني والبدني، فاللاعب اليوم يؤدي عملًا يتقاضى عليه أجرًا كبيرًا؛ لذا من المفترض أن يكون جاهزًا فنيًا وبدنيًا ونفسيًا، وهذا بالفعل ما يحدث في كل دول العالم المتطورة في لعبة كرة القدم.
ففي الملاعب العربية والسعودية على وجه الخصوص يختلف هذا الأمر كليًا، فهناك تكريسٌ لمفهوم أن اللاعب لديه ظروفٌ نفسيةٌ جعلت مستواه ينخفض، وهذا خطأٌ كبيرٌ، والمدهش في الأمر أن هذا اللاعب نفسه الذي كان يعاني من بعض الظروف إذا قارب عقده على الانتهاء، تجده يؤدي كما تؤدي الأساطير داخل الملعب طمعًا بمبلغ احترافٍ عالٍ يفوق ما كان يتقاضاه في السابق، إذاً كيف أصبح هذا اللاعب قبل التجديد أسطورةً ويؤدي بشكلٍ كبيرٍ وبعد التجديد يضعف مستواه؟!
في زمن الاحتراف من المفترض أن يختلف تفكيرنا، ويقاس أجر اللاعب بحجم عطائه، وهذا لن يحدث إلا إذا كتبنا هذا الأمر في عقود اللاعبين، ويكون شرطًا إلزاميًا تفرضه لجنة الاحتراف على كل الأندية، على أن يكون هناك لجنةٌ فنيةٌ داخل كل نادٍ تقيم أداء كل لاعبٍ أثناء الموسم، فمن يقل عطاؤه ويضعف أداؤه تطبّق عليه بنود العقد التي تقتضي بتوجيه إنذارٍ له ومن ثم الخصم من مرتبه الشهري على ألا يتجاوز 20% كبداية، وهذا يكون وفق لجنةٍ فنيةٍ مختصةٍ معتمدةٍ من لجنة الاحتراف في اتحاد الكرة لكل نادٍ يطبّق الاحتراف، عندها سيشعر أي لاعبٍ أن ما يقوم به هو عمله الذي يقتات منه، بهذا ستنتهي الحالة المزاجية للاعب وسيركز على عمله كلاعب.
فاللاعب الذي يؤدي تمارينه على أكمل وجهٍ وملتزم بالبرنامج اليومي المعدّ له لا يمكن أن ينزل مستواه بأي حالٍ من الأحوال، أما من ينخفض مستواه رغم امتلاكه الموهبة فهذا بالتأكيد له أسباب هو يتحملها، إما أنه يؤدي التمارين دون تركيزٍ وذهنه غائبٌ، أو لا يهتم بتنفيذ البرنامج اليومي المعدّ له من نظامٍ غذائيٍّ وعدد ساعات النوم، وهذا خللٌ يتحمله اللاعب نفسه ويجب أن يقابل بالعقوبة، فالموظف المتقاعس يوجه له لفت نظرٍ، ومن ثم يبدأ الخصم عليه من مرتبه الشهري، ففي العمل لا مكان للمجاملات والعواطف، فالموظف يوكل له عملٌ وعندما لا ينجزه بالشكل المطلوب لا يستحق أن يأخذ عليه أجرًا، فلاعب كرة القدم المحترف هو موظفٌ من الضروري وضع لوائح معينة تساعده على أداء عمله بالشكل المطلوب.
فبعض المباريات في دورينا نلاحظ بعض اللاعبين يؤدون في مبارياتٍ ويتقاعسون في مبارياتٍ أخرى، فالمباراة التنافسية ذات الصخب الإعلامي يظهر فيها اللاعب السعودي متجليًا، بينما المباراة الأقل جماهير وحضورا إعلاميا تجده بالكاد يتحرك داخل الملعب، إذاً الموضوع ليس له أي علاقةٍ بأي جوانب أخرى، فضعف الأداء يتحمله اللاعب نفسه؛ لذا هو الملام الأبرز في كل تفاصيل هذا الموضوع، ومن سيتابع ديربي الخميس القادم بين النصر والهلال سيلاحظ هذا الأمر بكل وضوح، فلا النصر سيظهر كما ظهر أمام الفيصلي ولا الهلال سيظهر كما ظهر أمام القادسية...!!
وحتى نعود للمنافسة في مجال الكرة على المستوى الآسيوي يجب أن تتعامل إدارات الأندية بشكل احترافي محض مع لاعبيها، ولو سألت أي مدربٍ أوروبيٍّ عن مشكلة اللاعب السعودي سيقول في فرط التدليل، في الوقت الذي كان من الواجب أن نتعامل معه كأي إنسانٍ يؤدي عملًا مُعرض للثواب والعقاب..!!
ودمتم بخير،،، نقلا عن اليوم

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up