رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

الكارثة المزدوجة !

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

إن إقحام الشباب الباحثين وهم يدرجون أولى خطواتهم في سلك التدريس الجامعي، وقبل أن يراكموا خبراتهم الضرورية في البحث والعلم والتدريس ، ليتدرجوا بشكل طبيعي في المراقي الأكاديمية، إنما يعني قتل مواهبهم في المقام الأول، واهدار أموال لا تعد ولا تحصى في سبيل إعدادهم ، ثم إن هذا الإقحام المبكر يتسبب في إرباك المسار الإداري للجامعة لقلة خبرتهم الإدارية، ونعدامها التام في كثير من الأحيان، أو فى الغالب منها. إلا أن الكارثة تتفاقم وتصير مزدوجة ، حين يتم إختيار من لم يتأهل بشكل جيد ليمثل الجامعة. إذ تستعين كثير من المؤسسات في القطاعين الحكومي والأهلي بالجامعة حين تحتاج إلى مشورة أهل العلم والمعرفة، سواءً إن كان للتحدث في ندوه أو للمشاركة بأي شكل من الأشكال و على أي مستوى من المستويات ، وبالطبع فأن الدعوة تصل إلى الإدراة العليا للجامعة لترشيح من يمثلها في التخصص المعني. وبما أن المعيار المعتمد كما قلنا هو مبدأ الثقة الهلامي ، للكفاءة والقدرة والعطاء، فإن الإختيار سيتم وفقاً لهذا المبدأ. ولعل القارئ يذكر أننا كنا ناقشنا من قبل مبدأ "شخصنة" السلطة الإدارية في هذه المساحه. ووفقاً لهذا المبدأ الذى أصبح هو المنهج السائد في معظم مؤسساتنا في القطاعين معاً، فإن الإختيار فى الأغلب يقع على من هو أقرب إلى شخص المسئول، وليس إلى من هو الأحق والأكفأ. وتكمن المشكلة في أن هذا الذي يتم إختياره لا يمثل شخصه ولكنه يمثل الجامعة، وبالتالي يصبح هو العنوان عليها وعليه فإن الضعف الذى سيظهره في المحفل الذي يشارك فيه لن يحسب خصماً على شخصه وعلى مستواه العلمي، ولكنه سينسحب على الكيان الجامعي كله ، خصماً على سمعتها العلمية، وطعناً في مصداقيتها الأكاديمية، لأن المشاركون من غير الجامعة ولا شك سيظنون أن الجامعة بعثت لهم الأكفاء والأكثر علماً وخبرةً ومعرفةً فيفاجؤن بالمستوى الذي يظهره ممثلها، وحينها لا يستطيع أحد أن يلومهم إذا ما قالوا: إذا كان هذا أعلم من فى الجامعة فما بالك بالآخرين ؟!.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up