رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

الستر والفضح!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

يبدو لي أن هذا السلوك " النعامي" هو من التقاليد الراسخة في الفكر العربي، والله أعلم. إذ أننا درجنا في محيطنا السياسي والفكري على عدم تسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية. ليس جبناً شخصياً، وإن كان جبناً اجتماعياً متوارثاً. فثقافتنا الدينية الإسلامية وأعرافنا الاجتماعية تحثنا على " الستر".
أتعرف ما هو الستر؟ هو نقيض الفضح. أي ألا تفضح ما أُستتر من عورات الناس. وعورات الناس هذه لا تعني فقط عوراتهم الحسيّة، بل حتى عوراتهم النفسية والفكريّة.
هذا توجه إسلامي أصيل، وهو من أنبل القيّم في حياة المجتمعات البشرية. إذا كنت تريد أن ترى مثلاً ناصعاً لمدى عمق ونبل هذا المبدأ الإسلامي، إليك المثال التالي : في النصرانية – ولا أقول المسيحية- يذهب المذنب- إذا أثقل الذنب على ضمير صاحبه- إلى الكنيسة، وفي غرفة الاعتراف، يكون بينه وبين القسيس حجاب شفّاف، ليعترف بما أرتكبه من ذنب، والحكمة في ذلك أن هذا الاعتراف يخفف من شعور المذنب بذنبه حتى يبوح به لكاهن.
أما الإسلام الذي يبدي حرصاً أكبر على كرامة الإنسان فيضع منهجاً آخر، وهو "قيام الليل". ففي قيام الليل، والناس نيام، تعترف في جلسة خاشعة، وتضع كل آثامك بين يدي الخالق وتطلب منه الرحمة والمغفرة، دون أن يطّلع عليها مخلوق. إنها أشبه بجلسة الاعتراف... ولكن بينك وبين خالقك. إنها جلسة علاج نفسي تتطّهر فيها من رواسب الشعور بالذنب والخطيئة المرة في روحك.

arrow up