رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

هل أقطع لساني؟!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

تلاحظون٬ أنني أضع نفسي دائًما على بلاطة٬ واللي في نفسي هو دائًما على لساني وقلمي٬ لا أتحرج ولا أخفي شيًئا مثل كثير من الناس٬ لأنني ولا فخر تلميذ غير نجيب من تلامذة (جان جاك روسو) في الاعترافات غير المشرفة. لكن هناك من هو أعظم من (روسو) ومن ألف روسو٬ ألا وهو المصطفى الذي علّم البشرية مكارم الأخلاق٬ وأرجوكم لا تأخذوني كمقياس٬ فا㤲 هو الهادي إلى سواء السبيل٬ ومن اليوم فصاعًدا سوف أحاول بقدر جهدي أن أكون رجلاً صالًحا يعرف كيف يكتم السر حتى لو تقلب متحرقًصا طوال الليل في فراشه الممتلئ بالمسامير. وقال رسولنا الكريم الصادق الصدوق في هذا الصدد: «استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان٬ فإن كل ذي نعمة محسود». ويقول أيًضا: «إنما يتجالس المتجالسان بالأمانة٬ ولا يحل لأحدهما أن يفشي على صاحبه ما يكره». وأيًضا «إن من شر الناس عند الله وأخبثهم منزلة يوم القيامة: الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه٬ ينشر أحدهما سر صاحبه». ويقول الخليفة علي بن أبي طالب بماُعرف عنه من حكمة: «سرك أسيرك٬ فإن تكلمت به صرت أسيره»٬ ويدعو أحد الشعراء إلى عدم بوح الإنسان بسر نفسه٬ يقول: إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه فصدر الذي يستودع السر أضيق ويقول حكيم لابنه: «يا بني٬ كن جواًدا بالمال في موضع الحق٬ ضنيًنا بالأسرار عن جميع الخلق٬ فإن جود المرء الإنفاق في وجه البر والبخل بمكتوم السر». ويكمل آخر: «ليس كل من كان على الأموال أميًنا٬ كان على الأسرار مؤتمًنا٬ والعفة عن الأموال أيسر من العفة عن إذاعة الأسرار». كل هذه الأقوال بعد أن تمعنتها جيًدا٬ طهرت نفسي إلى درجة أنني كرهت أيامي الماضيات٬ وذلك عندما كنت إذا أردت أن أمرر إشاعة مني ضد إنسان أكرهه٬ أتبع (استراتيجية) خبيثة٬ وهي أنني آتي إلى ذلك الرجل الذي اصطفيته من الناس٬ فأقول له بتمثيل مصطنع: هل عرفت ما حصل؟! وأعطيه في البداية معلومة حقيقية (100 في المائة)٬ وبعدها أمرر عليه المعلومة الثانية (المفبركة)٬ فيذهب بها (الطرطعانة) ويحكيها وينشرها على الملأ كأنها حقيقة حاصلة٬ ولا تتصورون مقدار السعادة التي كانت تكتنفني وقتها. وأرجو ألاّ يؤاخذني الله على ما اقترفته ماضًيا من أكاذيب٬ بحق بعض الناس٬ لا كلهم مع الأسف. والحق يقال إن سعادتي الآن قد قلّت عن ذي قبل٬ والمشكلة أن لساني ما زال (يحكني)٬ فهل الحل الجذري يا ترى هو أن أقطعه نهائًيا من (لغاليغه) وأرميه إلى الكلاب؟! وبعدها قد ارتاح. نقلا عن الشرق الاوسط

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up