رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد الرشيدي
محمد الرشيدي

راجعين يا هوى

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

"منودع زمان.. منروح لزمان
ينسانا على أرض النسيان
منقول رايحين.. منكون راجعين"
برائعة فيروز "راجعين يا هوى" أثارني التفاعل الكبير وغير المتوقع بصراحة للكثيرين وهم يحتفلون بالذكرى الـ 18 لانطلاق قنوات الأطفال "سبيس تون"، هي عودة للزمن الجميل، أعادتني هذه الاحتفالية لكيفية استقبالنا لهذه القناة، وتذكرت تفاصيل احتفاليتنا بها، كونها ستكون الرقم الأول في مجال أفلام الكرتون لجيل كان ولاحظوا "كان" شغوفاً بهذا النوع البريء من الترفيه والمحدد بأوقات معينة!.
البعض يعتبر أن الحنين للماضي نوع من الانهزامية، حالة من الانكسار، شعور غير إيجابي، اختلف معه كثيراً، على وسائل التواصل الاجتماعي، كانت هناك وبلغة الحاضر أكثر من ربع مليون تغريدة عبر تويتر تناولت الاحتفالية بالذكرى الـ 18 لهذه القنوات.
من الصعوبة حالياً ومن واقع تجربة أن تستطيع أن تقنع طفلاً في مثل أعمارنا بتلك الفترة لمتابعة مسلسل كرتوني على حلقات، وإن كانت لا تتجاوز الحلقة الربع ساعة، الأمر ليس متعلقاً بالتغيرات التقنية المتسارعة، بل بالعكس هي سهلت هذا الأمر، فبالإمكان عبر الأجهزة الذكية المتوفرة للأسف لدى أغلبية الأطفال أن تشاهد وحسب رغبتك ما تريد وبالوقت الذي تريد، عكس جيلنا الذي كانت فترته محددة بأقل من ساعتين بعد العصر، وأحياناً نُحرم منها إذا كان هناك نقل احتفال أو مباراة لكرة القدم!.
الأعمال الكرتونية وخصوصاً المدبلجة عربياً وهي محدودة كان لها دور مهم في غرس الكثير من القيم والأخلاقيات، كانت نافذة مهمة للعالم الآخر، ولكن حالياً، ما الوسائل الإعلامية التي من الممكن أن تكون مهمة للأطفال في توعيتهم على الأقل، الأمر حسب مشاهداتي خطير جداً، ظهور مصطلح "المشاهير" الحالي هو الخطر بكل ما تعنيه الكلمة، عدد المتابعات حتى ولو كانت وهمية أو مدفوعة الثمن تحدد نجوم المجتمع، كثير من الأطفال وحسب متابعاتي طموحهم إنشاء قناة على اليوتيوب على سبيل المثال، ويريدون أن يصبحوا مشاهيراً بلغة العصر الحالي، ليس مهماً المحتوى، المهم كثرة المتابعين، لو كان هؤلاء الأطفال يتابعون مثلنا مسلسلات الكرتون "سندباد، أو هايدي، أو لولو الصغيرة، وغيرها" هل سيتجرؤون على الظهور الغبي عبر قناة وفرتها لهم جوالاتهم وهدفهم الشهرة!.
هناك خلل بين جيل يحن للماضي لأنه الأجمل والأكثر قيماً، وجيل حالي يعيش عصر السرعة وليس لديه الاستعداد حتى للاستماع لحنينك للمبادئ والقيم التي كانت تغرسها الأعمال التلفزيونية الخاصة بالأطفال
نقلا عن الرياض

arrow up