رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد الساعد
محمد الساعد

معرض الرياض الذي جاء مفاجئاً!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

يبدو أن معرض الكتاب المقام حاليا في الرياض جاء مفاجئا وسقط علينا من السماء، وكأن القائمين عليه لم يعرفوا عنه شيئا ولم يقيموا معارض مشابهة سابقا، مضحك مبك ومزعج ما حصل في أروقته وعلى رفوفه. السعودية تخوض حرب وجود خلال أكثر من 7 أعوام، أي منذ ما يسمى «الخريف العربي»، أضف إلى ذلك انكشافا واضحا لمؤامرة قطر والتنظيم الدولي للإخوان منذ 10 أشهر والتدخل في الشأن الداخلي ومحاولة اختطاف الشارع السعودي واستعداء الرأي العام العربي على المملكة، وكان أهم أدواتهم الإعلام ودور النشر والكتاب والمشاهير. بعيدا عن المجاملات التي يمكن أن نكتبها في خطاب خاص ونرسلها للقائمين على المعرض، نحن اليوم أمام قضية لا يمكن التسامح معها ولا حتى تجاهلها، إنها قضية أمن قومي، فلا يمكن السماح للاختراق مع دول وتنظيمات لا تتحرك بحسن نية، بل إن أي عمل لها دائما ما يكون مخططا ونتائجه تدميرية. ألم يسمعوا عن مشروع النهضة الإخونجي وعن طموحات دول الإقليم ونشاطات الحركيين والمنصات التابعة لهم من صحف وحسابات ودور نشر وكتب، ومحاولتهم التأثير في المتلقي السعودي ودفعه للانحياز لمشاريعهم الأممية التي تتناقض بشكل كلي مع مشروعنا الوحدوي الوطني. هل من المعقول أن تجد عنوانا لكتاب يمجد عدوك المتآمر لإسقاطك وحاول اغتيال أحد ملوكك، يجب أن لا يمتعض القائمون على المعرض إذا رأوا أن السعوديين غاضبون عليهم، فالمعارك لا يمكن خوضها بحسن النوايا التي لا تؤكل عيشا أبدا. عندما اعترض المغردون على وجود دور نشر وكتب لا تتواءم لا مع المزاج العام ولا مع الأخطار المحدقة بالبلاد والعباد، قال مسؤولو المعرض في إجابة عاجلة: لا تتسرعوا فكل ما رأيتموه ليس سوى أسماء كتب حملها الناشرون في موقع المعرض لطلب إجازتها قبل دخولها. بالطبع كان «كلاما في الكلام»، فقد استطاع الناشطون شراء كتب بفواتير لعلي الصلابي على سبيل المثال، وهو أحد أهم الإرهابيين المطلوبين في ليبيا وعضو التنظيم الدولي للإخوان والعميل القطري الشهير، الأمر الذي ناقض التبرير وأكد أن على الرفوف المزيد من العناوين. معرض الكتاب في الرياض بالنسبة لي وللكثير غامض جدا، فلا نعرف تكاليفه ولا كيف يدار ولا من هو مقاول التنظيم، ومن يسوق لدور النشر ويبيع لها المساحات، وما هي مكافآت العاملين فيه وهل سيأخذونها بعد الأخطاء التي حدثت بالمعرض أم لا، ويا حبذا في عصر الشفافية، الذي يقوده الملك سلمان وولي عهده حفظهما الله، أن يتم نشر الميزانية المرصودة والدخل والقوائم المالية له. يبدو معرض الكتاب لهذه السنة متخلفا عن ركاب التطور الهائل الذي تشهده مشاريع ثقافية كبرى في السعودية، فالجنادرية والترفيه على سبيل المثال حققتا نقلات كبرى كنت أتمنى أن يقوم المعرض بعمل مواز. كان من المأمول في مثل هذا المناخ غير المسبوق أن يتحول المعرض إلى أكبر «قوة ناعمة» للثقافة والكتاب في العالم العربي، فهو السوق الأكبر وكل الدور والناشرين والمؤلفين يحرصون على أن يكونوا جزءا منه، وتحويل الجميع لمدافعين عن وجهة النظر السعودية، في وقت تشن حروب بلا هوادة عليها وعلى سياساتها. لا أفهم كيف فرط القائمون على المعرض في هذه الفرصة التاريخية وهذا المناخ المنفتح لتحويل معرضهم من دكاكين لبيع الكتب إلى مسرح كبير للثقافة والفنون والتاريخ ليس لمنطقتنا فقط بل للعالم أجمع، كنت أتخيل أننا سنشاهد افتتاحا غير مسبوق ومنصة سيمفونية وربما أوبرا عالمية، لكن ما حصل هو أنني شاهدت كتبا تمجد حمد بن خليفة وعلي الصلابي.
نقلا عن عكاظ

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up