رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

مطعم علي بابا والأربعين فطيرة

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

ثقافة الأكل تختلف بين الشعوب، وأذكر قبل سنوات أن استضافتني مع زميل لي عائلة إيطالية على العشاء، وكانت العجوز صاحبة الشقة متصدرة على رأس المائدة، وكان من ضمن تشكيلة الطعام لحم خنزير، فاستنكفنا بطبيعة الحال عن أكله، وبينما كنا في جدل وإذا بزميلي الملقوف يقول لهم: إننا نأكل لحم الجمل، وما إن سمعت العجوز ذلك حتى صرخت وكأن صاعقة قد أصابتها فاختل توازن كرسيها وسقطت وارتطم رأسها بالأرض وأغمي عليها من شدة الذهول غير متخيلة أن ذلك الحيوان الطويل العريض من الممكن أن يؤكل. وفي موقف آخر كان لي (شاليه) صغير على البحر، وأجريت عليه بعض الإصلاحات بواسطة ثلاثة عمال من الصين، ولفت نظري أنهم في المساء يجوبون الشاطئ وفي أياديهم كشافات ليصطادوا أي كائن يقابلهم، ولاحظت أن أحدهم قد حمل سلحفاة بيده، وسألته متعجباً: هل تأكلونها؟! فابتسم قائلاً: نحن نأكل كل كائن يسبح أو يطير أو يزحف أو له أرجل ما عدا الطاولات والكراسي. ودعونا نغير الموضوع قليلاً ولن نبتعد عن مجال الأكل كثيراً، فها هي مدام كومبي وهي سيدة أميركية، من شدة فرحتها عندما تعافت من إدمان المخدرات افتتحت مطعماً في فلوريدا كان شعاره: تناول ما تشاء وادفع ما تشاء، وقالت إن مبدأها هو: «أفضل لك أن تعطي من أن تأخذ»، وكان الإقبال عليه كبيراً، بل كبيراً جداً. ولكن بعد عدة أشهر أعلن إفلاسه وأغلق. يا ليت أحداً في الحي الذي أقطنه، افتتح مطعماً على هذه الشاكلة، لكنت يقيناً من زبائنه الدائمين في كل الوجبات، ولا أتركه حتى يعلن إفلاسه. وعلى ذكر المطاعم فقد افتتح أحدهم قبل مدة مطعماً في الرياض سماه «مطعم حاتم الطائي»، وما صدق على الله أحد رجال البادية أن عرف عن هذا المطعم حتى دخله وأكل فيه إلى أن (انفزر بطنه)، وما إن انتهى حتى رفض أن يدفع الحساب على أساس أن حاتم لا يأخذ أجراً على كرمه. وعندما وصلت القضية إلى الإمارة، برأت الرجل، وأرغمت صاحب المطعم على تغيير مسمّاه، وفعلاً غيره وسماه «مطعم علي بابا والأربعين فطيرة». وهناك مثل سمعته في صغري، وما زلت أسير على هداه وهو: «كل ما يعجبك والبس ما يعجب الناس»، ولا أستبعد أن أول من طبق هذا المثل هو الخليفة معاوية بن أبي سفيان، رضي الله عنه، حيث إن أكلته المفضلة هي: مخ العصافير، محشوّة بمصارين البط، ومقليّة بزيت اللوز.
نقلا عن الشرق الأوسط

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up