رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

متى يجبر الله بخاطري؟!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

مضت عدة أعوام لم أرَ أحدهم، وبالصدفة التقيته قبل أيام فلفتت نظري رشاقته، فقلت له مجاملاً: ما شاء الله لا تزال محافظاً على لياقتك، لا شك أن لديك برنامجاً رياضياً تحافظ عليه، فقال لي: فعلاً إن ملاحظتك لم يجانبها الصواب؛ فلديّ حمام سباحة طوله أكثر من عشرين متراً، وكل يوم ألقي عليه نظرة فاحصة، لم أفكر طويلاً في لعبة التنس، وأتحدث كثيراً عن مباريات كرة القدم، ثم أشغل نفسي بالتفكير في أني لم أحصل على التمرين الكافي، وهذا التفكير والقلق يجعلانني نحيف القوام، والنحافة هي الرشاقة. فقلت له منافقاً: الحقيقة عداك العيب، داوم على هذا البرنامج الحافل، بس أرجوك لا ترهق نفسك بالحماس الزائد، لأن ليس هناك أسوأ من الشد العضلي. فشكرني كثيراً وهو يقهقه. وما دمنا في مجال الرياضة، فقد علمت أنه في اليابان والسويد مثلاً، يجبرون الموظفين كل صباح على ممارسة شيء من الرياضة، لمدة عشر دقائق على الأقل، ثم يذهبون إلى مكاتبهم. عندها بدأ خيالي التعبان يشتغل كالعادة، متخيلاً لو أن هذا الإجراء قد فرض على موظفينا، فكم من كرش ومؤخرة يا ترى سوف ينالها العطب وتختفي عن الأنظار!، فكثير من الموظفين خصوصاً ممن هم من علية القوم سوف يصابون بالكآبة، لأن تلك المواصفات التي ذكرتها، هم يعتبرونها قمّة الوجاهة. *** علمت أن بريطانيا قد عينت وزيرة من نوع جديد، لم يسبق لها مثيل في جميع أنحاء العالم، فقد عينت تريس كراوتش وزيرة (للوحدة) – والوحدة التي أعنيها لا تمت (للوحدة العربية) بصلة، وهي الوحدة التي فطمتنا أمهاتنا عليها، وصمّخت آذاننا طوال حياتنا خطب صناع الشعارات الفضفاضة حتى طلعت من «مناخيرنا»، غير أن الوحدة التي تعنيها الوزيرة البريطانية، تهدف إلى معالجة المشكلات الصحية المرتبطة بالعزلة، التي تؤثر على الملايين من الشعب البريطاني. وقالت لا فض فوها: أنا فخورة بقبول هذا التحدي الممتد عبر أجيال للتعامل مع قضية تطال نحو تسعة ملايين شخص من الشعب. وأنا بالمناسبة أعاني من هذه الآفة، فأنا أعاني من الوحدة، مثلما يغلف الليل الكرة الأرضية، في ليلة ليس فيها أي قمر، ولا حتى (صرّيخ ابن يومين)، فمتى يجبر الله بخاطري؟! *** تمنيت قبل أن يأخذ الله روحي، أن أحظى بامرأة مثل غنويه التي تصف نفسها بطريقة نرجسية محببة، عندما قالت: تزوّد بعينيك من بهجتي فقد خلق الله مني الجمالا إذا ما تفرّست في رؤيتي رأيت هلالاً وأحوي غزالا الله، الله أكبر.
نقلا عن الشرق الأوسط

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up