رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

لحم الدجاج والبنت المغناج

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

يعمل عدد من العلماء، على إيجاد طريقة من شأنها إنقاذ ملايين (الكتاكيت) الصغيرة بدلاً من تعرضها للموت بعد أن تفقس، لأن الديكة تعد غير مجدية في عالم مزارع الطيور، فهي ليست قادرة على وضع البيض، كما أن لحومها ليست مرغوبة، وهو ما يجعل أصحاب المزارع يقدمون على قتلها أو سحقها. وهذا هو ما دفع الفريق البحثي للعمل على طريقة تساعدهم في معرفة الفرق بين الذكور والإناث قبل (فقس) البيض، وذلك لمنع عمليات الإعدام الجماعية، وهو ما دفعهم إلى أن يتوصلوا لطريقة تعمل على التحليل الطيفي لمعرفة جنس البيضة - انتهى. من وجهة نظري، أعتقد أن هذه الطريقة هي رحيمة، لأنني لا أتصور أن أشاهد كتكوتاً يسحق دون أن أتدخل أو يغمى عليّ. والديك الواحد ليس له وظيفة سوى تلقيح عشرات الدجاجات، ثم إزعاج الناس كل صباح بصياحه المتكرر، ولقد عانيت في طفولتي من تسلط ديك في حوش منزلنا، الله لا يذكره بالخير. وبالمناسبة تروي حادثة قديمة جداً في إحدى القرى النجدية، أن رجلاً يدّعي المشيخة قدم إلى هذه القرية التي أغلب أهلها من البسطاء الأميين، وحفاوة منهم به قدموه لكي يؤمهم في صلاة الجمعة. وأثناء خطبته قال لهم بصوت متهدج: إذا أتاكم الشيخ المحتاج، فأكلوه لحم الدجاج وزوجوه البنت المغناج، وبعض المصلين أجهشوا بالبكاء، معتقدين أن ما أورده هو من الأحاديث الشريفة، وفعلاً أخذوا يطبخون له الدجاج، وبعد أيام زوجوه ببنت غير مغناج، انتهى. ولا شك أن الفضل كل الفضل هو لعلماء الغرب في تكاثر الدجاج، وهم الذين حسنوا سلالاتها، واخترعوا الآن التفقيس، إلى أن وصلت أعدادها إلى المليارات. وهناك حادثة حصلت وبطلاتها الدجاجات، وخلاصتها: أن شاحنة كانت تنقل مئات الأقفاص من الدجاج في طريقها للرياض، وانقلبت الشاحنة وتحطمت وتبعثرت الأقفاص، وكان الوقت ليلاً والظلام دامساً، وليس هناك من نور سوى أنوار بيت من الشعر يبعد عن الطريق كيلومتراً تقريباً. فاتجهت آلاف الدجاجات بالغريزة نحو النور، في الوقت الذي صف فيه صاحب البيت وضيوفه لصلاة العشاء، وما إن وصلوا إلى الركعة الثالثة، حتى سمعوا خلفهم (الكأكآت والهمهمات)، وأحدهم من شدة خوفه قطع صلاته والتفت خلفه، وما إن شاهد تلك الجحافل تسعى حتى صاح بجماعته معتقداً أنهم جن، وهربوا جميعاً لا يلوون على شيء، وأول من أخذ يرتع كالحصان الجامح هو إمامهم.
نقلا عن الشرق الأوسط

arrow up