رئيس التحرير : مشعل العريفي

ولي العهد : أنا داعم للنساء .. وهذا ما سيحدث مع "قوانين الولاية".. وملكنا لا يملك سلطة مطلقة

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: أجرى الصحفي جيفري غولدبيرغ، حوارا مع سمو ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، لصالح مجلة "ذا أتلانتيك" الأمريكية.
وسأل جيفري غولدبيرغ، ولي العهد، قائلاً: هل تؤمن بمساواة المرأة؟
محمد بن سلمان: أنا أدعم المملكة العربية السعودية، ونِصف المملكة العربية السعودية من النساء ، لذا أنا أدعم النساء.
جيفري غولدبيرغ: لكن ماذا عن المساواة؟ وتحقيقها في المجتمع؟
محمد بن سلمان: في ديننا لا يوجد فرق بين الرجال والنساء. هناك واجبات على الرجال وهناك واجبات على النساء. لكن هناك أشكال مختلفة من فهمنا للمساواة. في السعودية مثلاً، يُدفع للنساء نفس المقابل المالي الذي يُدفع للرجال. وسيتم تطبيق هذه اللوائح على القطاع الخاص. لا نريد تفرقة المعاملة للأشخاص المختلفين.
جيفري غولدبيرغ: ولكن ماذا عن قوانين الولاية على المرأة؟ هل تريد تغييرها بشكل نهائي؟ أعتقد أن الجميع منبهر بقرارك بالسماح للمرأة بالقيادة، لكن بالنسبة للعديد من الأمريكيين، فإن القضايا الرئيسية هي العوائق الهيكلية الحقيقية التي تعوق مساواة المرأة.
محمد بن سلمان : قبل عام 1979 كانت هناك عادات اجتماعية أكثر مرونة، ولم تكن هناك قوانين للولاية في المملكة العربية السعودية. وأنا لا أتحدث عن قبل زمن طويل في عهد النبي. بل في الستينيات، لم تكن النساء ملزمات بالسفر مع أوليائها الذكور (مادامت في صحبة آمنة). لكن هذا يحدث الآن، ونتمنى إيجاد طريقة لحل هذا الأمر بحيث لا يضر بالعائلات ولا يضر بالثقافة.
جيفري غولدبيرغ: هل ستلغي هذه القوانين؟
محمد بن سلمان: هناك الكثير من الأسر المحافظة في المملكة العربية السعودية. هناك الكثير من العائلات المختلفة في فهمها وعاداتها بالداخل؛ فبعض العائلات تحب أن تكون لها سلطة مطلقة على أفرادها، وبعض النساء لا يرغبن في سيطرة الرجال عليهن. هناك عائلات تعتبر هذا أمراً جيداً. هناك عائلات منفتحة وتتيح للنساء والبنات حرية أكبر فيما يريدون. لذا إذا قلت نعم على هذا السؤال، فهذا يعني أنني أخلق مشاكل للعائلات التي لا تريد إعطاء الحرية لبناتها .. السعوديون لا يريدون أن يفقدوا هويتهم، صحيح أننا نريد أن نكون جزءاً من الثقافة العالمية. ولكننا نريد دمج ثقافتنا مع الهوية العالمية (بما لا يؤثر فيها).
جيفري غولدبيرغ: الآن لدي سؤال يتعلق بالقيم. أنت قادم من بلد مختلف تمامًا عن بلدنا – فبلدك يملك ملكية مطلقة، وهو مكان لا يحق للأشخاص فيه التصويت، ويوجد فيه العقاب البدني وعقوبة الإعدام بالطرق التي لا يحبها الكثير من الأمريكيين – ؟
محمد بن سلمان: نحن لا نشارككم نفس القيم. ولكنني أعتقد أيضًا أن مختلف الولايات في الولايات المتحدة لا تتشارك نفس القيم تماماً. هناك قيم مختلفة بين كاليفورنيا وتكساس. إذن، كيف تريد منا مشاركة قيمكم بنسبة 100٪ عندما لا تتشاركون أنتم نفس القيم؟ بالطبع هناك مبادئ أساسية للقيم التي يشترك فيها جميع البشر. ولكن هناك اختلافات، من ولاية إلى أخرى، ومن بلد إلى بلد.
جيفري غولدبيرغ: لكن ماذا عن الملكية المطلقة؟
محمد بن سلمان: الملكية المطلقة لا تُعد تهديدًا لأي بلد. أنت تقول عبارة "الملكية المطلقة" وكأنها تهديد. لولا الملكية المطلقة، لما كان لديك الولايات المتحدة. إذ ساعدت الملكية المطلقة في فرنسا على إنشاء الولايات المتحدة من خلال دعمها. إن الملكية المطلقة ليست عدوة للولايات المتحدة. إنها حليفة لوقت طويل جداً .
جيفري غولدبيرغ: هذه إجابة ذكية، لكنها في موضوع مختلف.
محمد بن سلمان: حسناً، كل بلد، كل نظام، يجب عليه أن يطبق ما يعتقد الناس أنه قابل للتطبيق. والمملكة العربية السعودية عبارة عن شبكة من آلاف الأنظمة الملكية المطلقة، ويوجد النظام الملكي المطلق الأكبر. فنحن لدينا أنظمة ملكية قَبَلية، مثل مشايخ ورؤساء المراكز على قبائلهم، وأنظمة ملكية حضرية. هم يحكمون وسيحكم أبناؤهم بعدهم. وإن التحرك ضد هذه الهيكلة من شأنه أن يخلق مشاكل كبيرة في المملكة العربية السعودية. إن التركيب السعودي أكثر تعقيدًا مما تعتقد. وفي الواقع لا يملك ملكنا سلطة مطلقة. وتستند قوته على القانون. وإذا قام بإصدار مرسوم ملكي فلا يمكنه أن يقول: "أنا الملك سلمان وأنا أقرر ذلك". إذا قرأت المراسيم، فأنت سترى أولاً قائمة القوانين التي تسمح للملك باتخاذ هذا القرار. بالمناسبة، ملكة المملكة المتحدة، لديها السلطة المطلقة في تغيير أي قانون. لكنها لا تمارس ذلك. لذلك الأمر معقد.
جيفري غولدبيرغ: هل من الممكن أن تتحرك نحو نظام يصوت فيه الناس لممثليهم؟ إذ عندما تبدأ في السماح للأشخاص باختيار من يمثلهم، هذا هو التغيير.
محمد بن سلمان: ما يمكنني فعله هو تشجيع قوة القانون. نود أن نشجع حرية التعبير بقدر ما نستطيع، طالما أننا لا نعطي الفرصة للتطرف بالظهور. ويمكننا تحسين حقوق المرأة –وفق ضوابطنا- وتحسين الاقتصاد. يوجد لدينا تحديات هنا، لكن يجب علينا القيام بها. أحد الزائرين الأمريكيين قال لي شيئًا مثيرًا حقًا. لقد قال إن الأمريكيين لا يدركون الفرق بين أمرين – بين الغاية، وبين الطريقة. الغاية هنا هي التنمية والحقوق والحرية. والطريقة للوصول إليها، في النظرة الأمريكية، يكون من خلال الديمقراطية، لكن الطريقة للوصول إليها في المملكة العربية السعودية تكون عبر نظامنا الأكثر تعقيدًا.
للاشتراك في خدمة "واتس آب المرصد" المجانية أرسل كلمة “اشتراك” للرقم (0553226244)
في حال رغبتكم زيارة "المرصد سبورت" أضغط هنا

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up