رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد بن سليمان الأحيدب
محمد بن سليمان الأحيدب

مستشار وشيال بشوت

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

بعض أساتذة الجامعات يتم التعاقد معهم كمستشارين لبعض الجهات، كان ذلك أمرا جميلا ومفيدا في بداياته، عندما كانت الاستشارة علمية بحتة، تهدف للاستفادة من التخصص الأكاديمي و القدرة البحثية لأستاذ الجامعة في معالجة بعض المشاكل التي تعاني منها الوزارة أو المؤسسة أو تلك المصاعب التي تحتاج إلى دراسة بحثية للتعامل معها. ومثل أي خطوة سليمة يساء استخدامها تدريجيا حتى تصبح مجرد تنفيع، أو (شرهة) يكسب بها الوزير صوتا أكاديميا له بعد إعلامي، أو صدقة يصرفها المسؤول لقريب غير محتاج، أو مخصص (ضمان اجتماعي) يتوسط أحدهم لتمنحه الجهة لمستشار عزيز عليه وهو غير عزيز نفس. الساحة شهدت أخيرا بعض الأكاديميين الذين لعبوا لعبة مدافعين شرسين عن بعض الوزراء، وفي بعض حالات الدفاع مارس كتاب و أكاديميون وخبراء في مجالهم دفاع المنطقة عن الجهات التي تدفع لهم بدل استشارة، وكان الدفاع مستميتا، بل تم في بعض الحالات بطريقة (الانبراش) على المنتقد أو المهاجم!. المؤكد أن الاستشارة العلمية في صورتها التي أرادتها الدولة وأقرتها براء من تلك الممارسات القائمة على المجاملات والنفاق والأنانية والبحث عن مصالح شخصية دون تقديم مقابل، وبالمناسبة الاستغلال السيئ لفرصة الاستشارة قديم بقدم السماح بالاستفادة من أساتذة الجامعات كمستشارين، لكنه لم يكن بما هو عليه الآن من شيوع الممارسات الخاطئة. أذكر من المواقف القديمة أن وكلاء وزارة ومديري عموم في وزارة الصحة كانوا يطلبون من أستاذ في كلية الصيدلة عين مستشارا للوزارة في شأن الدواء أن لا يحضر ويقولون له (يا دكتور أجلس في بيتك وتجيك الاستشارات!) طبعا كانوا يريدون أن لا يكتشف المستور، لكنه رفض، وهذه من المواقف المثالية للمستشار، أما مستشار آخر فبدأ بالحضور أسبوعيا ثم كل أسبوعين ثم صار يحضر فقط لاستلام شيك الاستشارة ثم أصبح يرسل سائقه لاستلامه!، أما أعجبهم فكان يدبر المكائد ويزيف الخطابات على من انتقد وزير التربية والتعليم (آنذاك) محاولا التقرب للوزير حتى انكشف أمره و مثل هذا لو حمل بشت الوزير لكان أستر له من استشارة أستاذ جامعي. المهم أن الاستشارة اليوم شاع فسادها وتحتاج لإعادة صياغة ومراقبة!. نقلا عن عكاظ

arrow up