رئيس التحرير : مشعل العريفي
 د. محمد العوين
د. محمد العوين

أعمارنا التي سرقتها الصحوة 4-5!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

أعلن حسن البنا (1906- 1949م) عن تكوين «الإخوان المسلمين» 1928م في مصر، ويسرد في كتابه «مذكرات الدعوة والداعية» قصة نشأة الجماعة منذ أن كانت فكرة إلى أن أصبح لها مقر في الإسماعيلية ثم في القطر المصري كله، وجريدة يومية ناطقة باسمها، وجوالة متدربون على فنون القتال، وتنظيم سري مهمته حماية الجماعة والدفاع عن رموزها واستهداف من يناوئها العداء، وسارت المذكرات متتبعة مسار تصاعد قوة الإخوان إلى أن توقف عن سرد بقية القصة عند عام 1942م ومعنى ذلك أن سبع سنوات من حياته لم يكتبها بتفصيل دقيق كما في المذكرات؛ لأنه اغتيل 1949م ولكن كتابه الثاني «الرسائل» يضيء بعض عتمة ما لم يكتب عنه بعد توقفه.
ومن يتتبع المذكرات يجد مؤسس التنظيم يحفل بتأسيس حزب سياسي يطمح إلى الوصول لا إلى هرم السلطة في مصر فحسب؛ بل امتد طموحه إلى أن يجتهد ليؤسس له في كل قطر عربي فرعاً، ويدل هذا على أن فكرة التنظيم ليست قطرية؛ بل أممية ذات طابع عالمي، وهو ما دأبت الجماعة على متابعة تطوير فكرته من خلال «التنظيم الدولي» والمكاتب العالمية، وفي ما كتبه «يوسف ندا» وما تحدث به ما يؤكّد طموح الهيمنة على المستوى الدولي باتباعهم براجماتية تساعد على تحقيق الأهداف.
نجح إلبنا في تأسيس التنظيم في وقت وجيز جداً؛ بحيث أصبحت الجماعة حزباً - وإن كان غير معترف به - وجماعة ضغط سياسية عميقة التأثير في الحياة السياسية في مصر بعد نشأة الجماعة بسنوات قليلة إلى أن أمر جمال عبد الناصر بحلها بعد حادثة منشية البكري 1954م.
وأثبتت المصادر التاريخية الصلة الوثيقة بين البنا والإنجليز الذين كانوا يحتلون مصر آنذاك، وراجت أقوال أنهم من اخترع فكرة التنظيم ومن موله؛ لأنهم رأوا أن من الخير للإنجليز وللغرب بعامة صناعة تنظيم سياسي بواجهة إسلامية يستطيعون من خلاله الهيمنة على العالم العربي والإسلامي.
ولأن طموحات الجماعة تقاطعت مع جنوح عبد الناصر إلى التفرّد بالسلطة وقع الصدام الحتمي وبدأت مسيرة عذابات الإخوان على يد النظام الناصري بعد عام 1954م، وهو ما ولد نقمة وتطرفا في التفكير تمثّل في آراء سيد قطب، ثم في تناسل جماعات تكفيرية اعتمدت من حيث البدء على الأفكار المؤسسة الأولى للبنا والأفكار القطبية التكفيرية؛ فظهرت «الجماعة الإسلامية» و»التكفير والهجرة» و»الجهاد» وغيرهم.
وبعد سجنهم وتعذيبهم وإعدام كثيرين منهم في مصر ومطاردتهم غيابياً بأحكام الإعدام هرب من استطاع منهم الهروب وتوزعوا على أقطار الوطن العربي، وعلى الأخص دول الخليج، وقد أكرمتهم قيادة بلادنا إكراماً كبيراً ومنحتهم فرص العمل الواسعة في التعليم والإعلام والشؤون الدينية، وقد استغلوا الثقة التي منحت لهم أسوأ استغلال، وبدؤوا في تحقيق ما فشلوا في تنفيذه في مصر. يتبع
نقلا عن الجزيرة

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up