رئيس التحرير : مشعل العريفي
 بندر بن عبد الله آل سعود
بندر بن عبد الله آل سعود

ثلاثة أعوام من حزم سلمان.. وقوافل خيره القاصدة

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

اليوم، انقضت ثلاثة أعوام كاملة من العمل المتواصل ليل نهار من عزم السعوديين، بقيادة خادم الحرمين الشَّريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله ورعاه وسدّد على طريق الخير خطاه، لنجدة إخوتنا المستغيثين في اليمن، ودحر التَّمرد الذي اغتصب السُّلْطة الشرعية، مدعوماً بقوىً خارجية شريرة، ذات أجندة سوداوية لنشر الخراب والدَّمار في المنطقة.
وبسرعة البرق، استجاب سلمان القائد الشجاع، البطل العربي الأصيل، لاستغاثة أشقائه في اليمن. فحشد تحالفاً عربياً خالصاً من عشر دول في وقت وجيز أدهش العالم كله، حتى القوى العظمى؛ ثم استصدر قراراً من الجامعة العربية والأمم المتحدة، وهيّأ خيله وركائبه كما ينبغي، فانطلقت بتوفيق الله سبحانه وتعالى ورعايته، ثم باهتمام سلمان وعزمه وتصميمه، تحلّق في السماء، وتطوي الأرض، وتمخر عباب البحار، ففاجأت المنشقِّين، وتعقّبتهم في كل مكان؛ تدك حصونهم، وتفرق شملهم، وتحبط خططهم لزعزعة الأمن والاستقرار ونشر الفوضى، لدرجة أخرست من حرّضهم وتباهى بهم، وحاول استغلالهم لتنفيذ أهدافه المشبوهة، والعودة على ظهورهم لحكم اليمن من جديد، والسيطرة عليها، ومن ثم الانقضاض على المنطقة والتهامها، مستغلاً الخبث نفسه الذي مارسه في العراق وسوريا ولبنان، بعد أن تبجح بسيطرته على أربع عواصم عربية؛ عندما أعلن الحوثيون إحكام قبضتهم على صنعاء.
لكن هذه المرة، أخطأ الإيرانيون التقدير بتحدِّيهم السَّافر لشعوب المنطقة، بل شعوب العالم كله، التي تنشد الأمن والسلام والاستقرار، بعد أن أرهقت كاهلها الحروب والخراب والدَّمار، وسئمت المؤامرات. فاضطرت قيادتنا لركوب الصعب، بعد أن حلمت على إيران لأربعة عقود، باذلة قصارى جهدها ألا تنقطع شعرة معاوية، متسلحة بما عرفت به مدى تاريخها المجيد، من صبر وحكمة وحنكة وسعة صدر وسعي للخير وبغض للشر، وحاولت معها المستحيل لتحقيق حسن الجوار، وتوحيد الجهود لخدمة قضايا المسلمين ومصالح المنطقة وخير العالم.
فتوهَّمت إيران أن صبر السعوديين وحلمهم ناتج عن ضعفهم على مقارعتها، وعجزهم عن الوقوف أمام قوتها المزعومة وجبروتها وغطرستها، والتَّصدي لمشروعها الهادف لتصدير (الثورة)، أو بالأحرى قل لتصدير (الفتنة) وتفريس المنطقة، كما تؤكد انتفاضة إخوتنا عرب الأحواز، الذين سئموا حياة الذّل والتَّجويع وامتهان الكرامة بشكل ينافي كل القيم الأخلاقية، التي لا تعرفها إيران.
وما هي إلا دقائق معدودات بعد الإعلان عن انطلاق عاصفة الحزم الحاسمة، حتى عضَّت القيادة الإيرانية أصابع الندم على استفزاز السعوديين والاستهانة بقدراتهم القيادية والعسكرية والسياسية والاقتصادية. واليوم، تمارس الحكومة الشرعية أعمالها في إدارة الدولة من داخل الأراضي اليمنية، بعد أن استعادت، بتوفيق الله، ثم بدعم قيادة التحالف بقيادة السعودية، أكثر من (85 %) من أراضيها، من براثن الحوثيين والرئيس السابق المخلوع المخدوع المغدور علي عبدالله صالح.
وما تزال قيادة التحالف متسلحة بثقتها في عون الله، ثم بحزم سلمان لدخول صنعاء وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح، وتنفيذ قرار الأمم المتحدة (2216) بانسحاب التَّمرد من المدن، وتسليم الأسلحة، وإطلاق سراح الأسرى والمختطفين.
وأتمنى هذه المرة صادقاً، أن يعود الحوثيون والمخدوعون بالرئيس المخلوع المخدوع المغدور إلى رشدهم، خاصة بعدما تبين لهم خداعه وفساده ونهب أموالهم طيلة أكثر من ثلاثين عاماً عجافاً، استحوث خلالها على ثروة اليمنيين ليمول بها حروبه ضدَّهم، لبسط سيطرته عليهم إلى الأبد. أقول، أتمنى أن يعود أولئك جميعاً إلى رشدهم، فيحكِّموا عقلهم، إن بقي فيه شيء، للقبول بقرارات المجتمع الدولي، وتجنيب بلادهم مزيداً من الدَّمار على أيديهم، من خلال استهدافهم للمرافق الحيوية وحصار إخوتهم المواطنين في تعز وغيرها. إذ يكفي ما يتعرض له أشقاؤهم في العراق التي أصبحت رهينة لإيران، وسوريا التي تقاسمت القوى الكبرى والقوى الإقليمية أشلاءها، بدعم سخي من الحشد الشعبي وميليشيا حزب الله؛ حتى لا تصبح مدنهم وقراهم حجراً على حجر وأثراً بعد عين كما حدث للموصل المكلومة، التي حُرِمَ أهلها حتى من مواراة جثمان شهدائهم الثرى، في سياسة تصفية مذهبية مبرمجة لا تخطئها غير عين المكابرين.
أجل، ليعد أولئك المخدوعين بوهم إيران إلى رشدهم، وليضعوا يدهم في يد إخوتهم العرب، خاصة في دول الخليج، لتوحيد الجهود للبناء والتَّعمير، وتحقيق التنمية، خدمة لإنسان هذه المنطقة، الذي أرهقته الحروب المفتعلة لتحقيق أجندة خارجية.
حفظ الله بلادنا، ووفّق قيادتنا الرشيدة الحكيمة، التي جعلت عاصمتنا مقصداً لقادة العالم، من أقصاه إلى أدناه، الحريصين على الأمن والاستقرار، ينشدون الرأي والدعم من ملك الحزم والعزم سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، -حفظه الله ورعاه-، الذي يؤكد للعالم كله اليوم، أن رسالة عبدالعزيز ماضية إن شاء الله إلى الأبد، تبسط الأمن وتحقق الاستقرار وتلبي نداء المستغيثين، وتنثر الخير في كل مكان، ليتفرغ الناس للعمل والبناء والتنمية، ويؤدي المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، مناسكهم في أمن وراحة واطمئنان وسهولة ويسر؛ ولن يحول دونها شيء في خدمة الحرمين الشريفين وتوفير كل سبل الراحة والعناية لضيوف الرحمن من كل بقاع الدنيا.
فلا يغرن أحد نفسه، ولا يتوهمن أنه باستطاعته تعطيل مسيرة الخير هذه، التي نذر السعوديون كل شيء من أجلها، طاعة لله وشكراً له على ما خصهم به من نعم وافرة. فهنا أبطال أشاوس يسهرون ويعملون ويستعدون للتضحية بدمائهم الزكية وأرواحهم الطاهرة، للدفاع عن كل ذرة رمل في ثرى هذا الوطن الطاهر المبارك؛ وقيادة واعية حكيمة، توفر الرأي السَّديد والقرار الرشيد والدعم المزيد، فليطمئن الجميع أن حزم سلمان لا يلين أبداً، وهمَّته لا تفتر، ولن تتوقف قوافل خيره المترعة بالأمل عن السير إلى اليمن، حتى تعيده سعيداً كما يريده أهله، بل كما نريده كلنا.
وبالمقابل، على إيران أن تدرك جيداً أن محاولاتها اليائسة البائسة من خلال حربها النفسية القذرة عبر صواريخها الطائشة، كما وصفها ولي عهدنا الأمين أخي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، حارس عرين السعوديين اليوم، عليها أن تدرك أنها لن تفت عضدنا، ولن توهن عزيمتنا؛ فإن كانت فعلاً بريئة كما تدَّعي، فالتسحب جحافلها من دول المنطقة، ولتكف عن التدخل في شئونها، ولتأتِ بنية صادقة صافية إلى كلمة سواء.. وساعتئذٍ، ستجدنا سباقين للسلم مثلما عرفتنا سباقين للدفاع عن كل ذرة رمل في ثرى هذا الوطن العزيز الغالي، وطن الرسالة والسلام والعمل والأمل والخير، لا الدَّمار والخراب كما تفعل إيران. فالكرة الآن في ملعبها، وعليها أن تختار، ومن ثم تتحمل ما يترتب على اختيارها من نتائج: طريق التعاون على البر والتقوى والأمن والخير والاستقرار، أو طريق الخراب والدَّمار. وبصرف النظر عمَّا تختاره، عليها أن تدرك جيداً أيضاً أننا لن نسمح لها بتدنيس وطن الرسالة، مهما طال الزمن أو قصر. نقلا عن الجزيرة

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up