رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد الرشيدي
محمد الرشيدي

"أنا أحب الفن".. 18 أبريل 2018

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

"أنا أحب الفن، وأؤمن أن أي شخص يمتلك ذوقاً رفيعاً يجب أن يحب الفن ويقدره، وهناك العديد من الفنانين الرائعين حول العالم ولا يمكنني أن أحدد شخصاً واحداً ليكون فناني المفضل"، كانت هـذه المقولة المهمة إنسانياً وذوقياً من العناصر المهمة التي تضمنها حوار ولي العهد -حفظه الله- مع مجلة التايم، حب الفنون وتذوقها مزاج إنساني رائع، لا يرتبط الأمر بدولة عن أخرى، ولكن منذ أكثر من 35 عاماً تقريباً، وخلال فترة الصحوة المشؤومة كان مجرد ذكر كلمة الفن يعتبر من المحاذير.
أصبحنا في عزلة عن العالم، تخيلوا أن السينما التي كانت موجودة بيننا كترفيه اعتيادي داخل مجتمعنا وتم اعتبارها من المحرمات، وكان مجرد الحديث عنها من الفسق والفجور، وكم عانيت وزملائي من هذا الأمر كثيراً، ونحن نغرد منفردين، ولم نكن نحلم وبكل صراحة، أن نكون حاضرين للإعلان وبصورة رسمية عن أول فيلم سينمائي سيعرض بالمملكة مثلنا مثل الآخرين في 18 أبريل 2018م، ليمثل جانباً من الرؤية التي أطلقها ولي العهد -حفظه الله-.
حالياً لا يشغلنا موضوع السينما والفنون وكيفية تنمية المجتمع، ورفع ذائقته الجمالية، ما يشغلنا وهو الأهم نظرتنا للمستقبل، وتأثير التطورات الإنسانية الأخيرة على مجتمعنا السعودي، وصلنا لمرحلة متدنية ذوقياً، حورنا أجمل الأغاني وقتلناها بمسمى الأناشيد بدون موسيقى وبأصوات نشاز، وأصدرنا أبشع الأحكام وأقساها على من يصور أو يرسم أو يغني، كنا تحت أهواء مجموعات معينة، وإذا رغبت لا مانع من التعاون مع مطرب كان يتهم بأنه فاسق، أو الطلب من مصور أجمل الصور للكثيرين ممن نعرف توجهاتهم، وتصبح الأحكام بالتصوير والمصور خاضعة لمصلحتهم.
كنا في داخل تناقضات، وكانت الأمور قاسية بكل ما تعنيه الكلمة على ذائقتنا وحياتنا، تسبب ذلك بوجود تنافر داخل المجتمع، نعم، كنا قسمين داخل مجتمع، نعم قُتلت الفنون لدينا، هرمت الذائقة، عشنا بتناقضات، نحزن ونحن نرى أننا خلال الثلاثة عقود الماضية في صراع داخلي مع أنفسنا، جعلت من عودة السينما لدينا حدثاً تتناقله أهم وكالات الإعلام، وتجعلهم يتساءلون، ما الذي يجري في هذا المجتمع؟، أصبح اعتبارنا مجتمعاً مصدراً للعنف تهمة سهلة، يرتكز عليها من يريد إطلاقها، لأن لديه أمثلة من متشددين يهاجمون مسرحية، ومحتسبين دون صفة رسمية يغلقون أي صوت غنائي أو موسيقي، وآخرين لديهم الجاهزية لتلقين أفكارهم لصغارنا داخل المدارس، فيأتي الطفل وينظر لوالده الذي يستمع لأغنية رائعة وكأنه من المجرمين.
نقلا عن الرياض

arrow up