رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

ربّ صدفة خير من ميعاد

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

ليس هناك إنسان لا تخلو حياته من المصادفات، بعضها حسن وبعضها (منيّل)، وما أكثر المصادفات التي واجهتني من النوع الثاني. وهناك كتاب لـ(آلان فون) بعنوان (مصادفة لا تصدق)، وحوى 152 حادثة، وسأقتطع لكم حادثتين لتتعجبوا كيف حصلتا! الأولى: في عام 1929 عندما كان الطيار رتشارد باخ يحلق بطائرته من طراز (ديترويت - باركس سبيد ستر)، والتي لم يصنع منها في عام 1929 سوى ثماني طائرات، فانقلبت به مع رفيقه وهو يهبط بها على الأرض. ويقول باخ: إنه ورفيقه تمكنا من إصلاح كل شيء في الطائرة ما عدا دعامة خارجية واحدة بدا إصلاحها مستعصياً، وبعد لحظات مر بهما رجل عرض عليهما المساعدة فقال له باخ متهكماً: بالتأكيد هل نجد لديك فقط دعامة وصل بين جناحي الطائرة؟ وتوجه الرجل بكل بساطة إلى حظيرته ليعود وفي يده القطعة المطلوبة، ويختم باخ روايته بالآتي: إن سقوط الطائرة في بلدة صغيرة يتفق أن يقيم فيها رجل لديه قطعة غيار عمرها 40 سنة تحتاج إليها الطائرة ووجود هذا الرجل في مكان الحادث ساعة وقوعه، هي كلها احتمالات ضعيفة تجعل إسناد الأمر إلى المصادفة تبريراً سخيفاً. والثانية: أن الممثل الكندي تشارلز فرانسيس كوغلان الذي ولد في جزيرة (الأمير إدوارد) في كندا، توفي أثناء جولة مسرحية في ولاية (تكساس) الأميركية عام 1899، ودفن هناك في تابوت مبطن بالرصاص داخل قبر مبني بحجر الغرانيت، وبعد أقل من عام جاء الإعصار الهائل الذي ضرب الولاية في سبتمبر (أيلول) 1900، فاغرق المقبرة وانتزع تابوت كوغلان من التجويف الذي كان فيه داخل القبر في خليج المكسيك ودفعته التيارات البحرية إلى فلوريدا لينطلق منها إلى عرض المحيط الأطلسي، حيث حمله تيار الخليج شمالاً. وبعد ثماني سنوات، في أكتوبر (تشرين الأول) 1908، رأى صيادو السمك في جزيرة الأمير إدوارد في كندا صندوقاً كبيراً شوهته عوامل الطبيعة يتأرجح فوق الأمواج، فسحبوه إلى الشاطئ ليجدوا عليه لوحة معدنية حفر عليها اسم كوغلان، وقد عاد رفاته ليرسو عند الشاطئ قرب مسقط رأسه، ويقول فون في ختام روايته إنه أعيد دفنه بالاحترام اللائق قرب الكنيسة التي عمد فيها، عندما كان طفلاً. عندما كنت أحكي لأحد الأصدقاء بعض هذه الحوادث، مط (برطمه) شبرين ثم قال: (ربّ صدفة خير من ميعاد). رددت عليه: هذا المثل ينطبق على مواعيدك الغرامية يا باشا.
نقلا عن الشرق الأوسط

arrow up