رئيس التحرير : مشعل العريفي
 حمود أبو طالب
حمود أبو طالب

المشبوهون في مقررات التعليم

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

فجأة ودون مقدمات قرأنا خلال الأسبوع الماضي خبرا يفيد أن منهج اللغة العربية في المدارس الثانوية أصبح يضم نصوصا لمبدعين سعوديين في الشعر والقصة وبقية الأجناس الأدبية، ليس هذا فحسب وإنما لأسماء مثل محمد الثبيتي، عبدالله الصيخان، عبدالكريم الجهيمان، جبير المليحان، وغيرهم من المحسوبين على التيار الحداثي أو التيار الطليعي الذي سبقهم بوقت طويل كالجهيمان ومجايليه الذين حملوا فكر التغيير والتحديث في زمن التقوقع والانكفاء على الذات وممانعة كل جديد. هذا الخبر يجب الاحتفاء به بشكر الذين اتخذوا القرار ونفذوه لأننا نعتقد أنه لم يكن سهلا مع ما نعرفه عن جبهة الصمود والتصدي في وزارة التعليم التي نصبت نفسها وصية دائمة على كل تفاصيل العملية التعليمية، طلابا ومعلمين ومناهج ومقررات، ونأمل أن تواصل الوزارة هذه الخطوة الجميلة بخطوات أخرى تنتشل بعض المقررات من غياهب الماضي، وتعيد لها الحياة بتخليصها من الخلايا الميتة المتراكمة في صفحاتها. لقد تمت شيطنة أدباء ما يسمى بتيار الحداثة عبر حرب شعواء استعرت في ثمانينات القرن الماضي واستمرت إلى وقت قريب، إن لم تكن مستمرة بشكل أو بآخر، حرب غير أخلاقية ولا متكافئة قادها تيار كان يملأ الساحة ضجيجا ويحشد أتباعه بالملايين ويحظى بدعم من جهات عديدة، مارس تصفية معنوية لأولئك الأدباء وصادرهم اجتماعيا، ومضى ليخرجهم من الدين والملة كفساق مارقين من خلال المنابر الدعوية والمنشورات والكتب، ومازال الكتاب «إياه» ماثلا في الذاكرة كأكبر دليل على التزييف والتجني. وبدلا من تضمين المناهج نصوصا للمبدعين السعوديين من أي جيل ومن أي تيار، تم اختراع ما يسمى بالأدب الإسلامي لتقديم رموز التطرف من كل حدب وصوب، ومن خلال نصوصهم الشعرية والنثرية ودراساتهم وفكرهم التي أسفرت عن التكفير والجهاد وتبعاته التي نراها الآن، واختفت من مكتبات المدارس كتب الأدباء العرب الكبار لتحل محلها كتب سيد قطب ومن على شاكلته، لينتشر القحط والجفاف الأدبي، ويبدأ التجييش والاستقطاب والحشد لمشروع سياسي بنكهة دينية تكفلت الأيام بكشفه. لدينا شعراء وروائيون وكتاب قصة ومسرح ونقاد ومفكرون يعرفهم العالم العربي ويحتفي بهم ويضعهم في مقدمة مبدعيه، لكنهم في وطنهم مصادرون وكأنهم موبوءون فكريا وملوثون سلوكيا وعقائديا، فهل نستطيع القول أن هذا التجني على وشك الزوال، وأن التكفير عن الذنب بحقهم قد بدأ؟؟ نقلا عن عكاظ

arrow up