رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أحمد العرفج
أحمد العرفج

ما شدّني في كتاب «بوادر المجتمع المدني»

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat


عَامِلُ المَعرفةِ «أبويَعرب»؛ «محمّد عبدالرزاق القشعمي»، مِن البَاحثينَ الذينَ لَا يُمكنُ أَنْ تَرَى لَهُم أَيّ كِتَاب وتَتركه، بَل يُجبرك هَذا الرَّجُل عَلى اقتنَاء أيّ كِتَاب يُصدره، والسَّبَب في ذَلك، أنَّه يَجمع مَادته العِلميّة بكُلِّ جِدّية وحِرص، ويَنبش في التُّرَاث الصَّحفيّ، وفي التَّاريخ الحَديث، ليُخرج لَكَ كِتَابًا؛ يَخدم هَذه الفِكْرَة أو تِلك..! ومُؤخَّرًا صَدَر كِتَاب مُفيد اسمه: «بوَادر المُجتمع المَدني في المَملكَة»، قَصد فِيهِ البَاحث «القشعمي» زوَايا المَكتبَة، ونَبش فِيهَا، حَتَّى أَخْرَج لَنَا هَذا الكِتَاب، الذي يَقع في أكثَر مِن 200 صَفحَة، جَامِعًا في ذَلك؛ بَوادر وبدَايات وتَشكُّلات المُجتمع المَدني، في المَملكة العَربيّة السّعوديّة، ولقَد أَحْسَن البَاحث، أَنْ استَشهَد بنَصِّ كَلَام المَلك المُؤسِّس «عبدالعزيز» -طيّب الله ثَرَاه- حِين أَرْسَى دَعَائِم انتخَابَات مَجلس الشُّورَى؛ مُنذ تِسعين عَامًا، وبالتَّحديد في يَومِ الجُمعَة الثَّاني والعشرين، مِن شَهر جَمَادى الأُولَى عَام 1343هـ/ 1924م، حَيثُ قَال المَلك «عبدالعزيز» -يرحمه الله- لأَهل مَكّة: (أنتُم أَعلَم ببَلدكم مِن البَعيدين عَنكم، ومَا أَرَى لَكُم أَحْسَن مِن أَن تُلقَى مَسؤوليات الأعمَال عَلى عَواتقكم، وأُريد مِنكم أَن تُعيّنوا وَقتًا يَجتمع فِيهِ نُخبة العُلَمَاء، ونُخبة الأعيَان، ونُخبة التُّجَّار جَميعًا، ويَنتَخب كُلّ صنفٍ مِن هَؤلاء، عَددًا مُعيّنًا، كَما تَرضون وتُقرِّرون، وذَلك بمُوجب أورَاق تَمضونها مِن المُجتمعين، بأنَّهم ارتَضوا أُولئك النَّفر لإدَارة مَصالحهم العَامَّة)..! إنَّ كِتَاب «القشعمي» هَذَا؛ مَادّة خَصبَة وجيّدة للدَّارسين، ولطَالبي تَشكيل مُؤسَّسات المُجتمع المَدني في السّعوديّة -كَمَا يَقول الدّكتور «مَرزوق بن تُنباك» في مُقدِّمته للكِتَاب-..! يَا قَوم، تَخيّلوا أَنَّه قَبل تِسعين سَنَة، كَان لَدينا شَيخ للحدَّادين، وشَيخ لدلَّالي السيّارَات، وشَيخ للبنَّائين، وشَيخ للحلَّاقين، وشَيخ للمُطوِّفين، وشَيخ لمُقشِّري الأسمَاك، ورَئيس لهَيئة القُرَّاء والحُفّاظ بالمَدينة المنوّرة، وكَان يَرأسها الشَّيخ «حسن شاعر»، وَالد وَزير الإعلَام الأسبَق «علي الشاعر»..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي أَنْ نُعيد النَّظَر في هَذا الكِتَاب، ومُحتويَاته، ونُطيل النَّظَر فيمَا أَسَّسه المَلَك «عبدالعزيز» -طيّب الله ثَرَاه- مِن مُؤسَّسات، لنُشكِّلها بمِيزَان يُناسب عَصرنا، مُتّكئين عَلى مَا تَمَّ بِنَاؤه مِن مُؤسَّسات المُجتمع المَدني..!
نقلا عن المدينة
 

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up