رئيس التحرير : مشعل العريفي

السديري: وصلت إبداعاتنا أيام الاختبارات إلى مراحل لا تصل إليها الشياطين.. وهذا ما قاله عن كاميرات المراقبة!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: قال الكاتب مشعل السديري هذه الأيام هي أيام الاختبارات - وأنا أفضلها على كلمة (الامتحانات) أبعدنا الله عنها - لأن (الممتحن) هو في مأزق أو مصيبة يحاول الخروج منها - في حين أن (المختبر) يظهر الفحص قدراته سواء كانت إيجابية أو سلبية. وكثيراً ما ارتبطت الاختبارات بأساليب الغش.
الحكومة الهندية
وأضاف خلال مقال له منشور في صحفة الشرق الأوسط بعنوان " الناجح يرف إيدو" ولو أخذنا على سبيل المثال الحكومة الهندية، وكيف أنها نجحت هذا العام في إيقاف عمليات الغش الواسعة، فوفقاً لأرقام الحكومة هناك، فإن تشديد المراقبة على الاختبارات دفع أكثر من 600 ألف طالب وطالبة في أكبر ولايات الهند للتغيب عن الامتحانات، وهو رقم يفوق (10 في المائة) من إجمالي الطلبة المسجلين.
كاميرات مراقبة متطورة
وتابع السبب أن الحكومة اعتمدت هذا العام على وضع كاميرات مراقبة متطورة في المدارس، إلى جانب قوى شرطيّة، وذلك لمحاربة ما يسمى (مافيا الغش). والمضحك المؤلم أن تلك الكاميرات لم ترصد فقط غش التلاميذ، ولكنها رصدت كذلك عمليات مساعدة مدرسين للتلاميذ، بل وفي إحدى الحالات كان مدير إحدى المدارس هو من يقوم بتسهيل عمليات الغش الواسعة، ليتفاخر فيما بعد أمام أولياء الأمور بسمعة مدرسته بتحقيق أعلى معدّلات النجاح. وحسناً ما فعلته الحكومة، عندما ألقت القبض عليهم.
حادثة عجيبة
وأردف وتداعت إلى ذهني تلك الحادثة العجيبة الحقيقية، التي ما زال بطلها حياً يرزق حتى الآن - مع الأسف - وهي: أن رجلاً خليجياً شعر بآلام مبرحة في أذنه امتدت إلى رقبته، فذهب إلى المستشفى وقام الطبيب باستخراج قصاصة صغيرة منها عليها سوائل متجمعة، وتبين أنها كانت السبب في الآلام التي شعر بها، فتذكر الرجل حينها أنه أدخل الورقة في أذنه عندما كان في صالة الاختبارات بالمرحلة الثانوية لاستخدامها عند الضرورة، إلا أنه فوجئ بقدوم المراقب، فسارع إلى لفها و(دحشها) بأذنه، والغريب أنه نسيها وتعايش معها كأن شيئاً لم يكن.
الأيام الخوالي
وأضاف وما إن قرأت ذلك حتى هيجتني نفسي للأيام الخوالي، التي كانت تصل فيها إبداعاتنا أيام الاختبارات إلى مراحل لا تصل إليها حتى الشياطين - ولكن ليس إلى حد (دحش) الورقة بالأذن - لا سمح الله. على أنني تأسفت عندما شاهدت قبل أشهر لقطات حيّة لمئات الطلبة والطالبات في الصين، وهم في قاعة اختبارات هي أكبر من ملعب (الباسكت بول) يؤدون الاختبارات في صمت مطبق ولو سقط دبوس على الأرض لسمع صوته، دون أي مراقب واحد أو مراقبة واحدة.
ماذا أسمي هذا؟! أين الحيويّة؟ أين الشطارة؟ أين الفهلوة؟ أين (البراشيم)؟! الحقيقة أن شعب الصين شعب محروم من الإبداع.

arrow up