رئيس التحرير : مشعل العريفي
 فهد عامر الأحمدي
فهد عامر الأحمدي

الكمبيوتر يفوز بجائزة أحسن ممثل

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

البارحة فقط شاهدت الجزء الخامس من فيلم التيرميناتور.. لم أكن متحمسا لمشاهدته فور صدوره (كما فعلت مع أول جزئين في عقد الثمانينيات) كون ممثله الرئيسي (أرنولد شوارتزنيغر) أصبح مترهلا وعجوزا في سن الشيخوخة..
غير أنني من جهة أخرى أعجبت بتقنيات التصوير التي جعلته يبدو (في بعض اللقطات) أصغر من سنه بكثير.. فقبل ثلاثين عاما كان شوارتزنيغر يؤدي بنفسه معظم الأدوار المرهقة في حين تضمن دوره في الفيلم الأخير استعارته كنموذج الكتروني.. اختفت التجاعيد وملامح الشيخوخة وبدأ وجهه أصغر سنا وعضلاته كما كانت حين فاز بمنافسة كمال الأجسام في عقد السبعينيات..
ورغم أنه يصعب على غير الخبراء تمييز الأصل من التركيبة، يبدو لي أن مجرد معرفة المشاهدين بوجود الخدعة ساهم في توقف أرباح الفيلم عند حدود المئة وعشرين مليون دولار.. وفي العادة لايبدو هذا سيئا بالنسبة لفيلم كلف 55 مليون دولار ولكن مقارنة بالأجزاء التي أنتجت في عقد الثمانينيات (ولامست حدود المليار) يمكن القول إنه لم يحقق نجاحا كبيرا..
نعود لمسألة التقنيات التي ساهمت في تصغير عمر البطل وأدائه لأكثر من ثلثي المشاهد.. فهذه التقنيات (التي أدعوها خلق الممثل) بدأت بشكل خجول منذ نهاية الثمانينيات وتطورت بتطور البرمجيات ومهارات التصميم وقدرات الكمبيوتر.. مازلت أذكر دهشتي من المشاهد الحية للمخلوقات الضخمة التي تخرج من لوحة جومانجي، في حين أنها خرجت من لوحة الكمبيوتر.. أصبحت هذه التقنيات أكثر تقدما وإقناعا بحيث لم يعد من يراها يشك أنها مجرد بيكسيلات تتشكل على الشاشة حسب الطلب..
وهذه الأيام أصبح من المعتاد في هوليود بالذات المزج بين مواهب الممثلين وقدرات المبرمجين على تنفيذ المشاهد الصعبة والمميزة.. صحيح أن شوارزنيغر أدى معظم المشاهد في "الجزء الخامس" غير أن المستقبل القريب يعد بظهور أفلام يلعب فيها الكمبيوتر دورا كاملا دون الحاجة للأدوار البشرية..
وتقنيات كهذه لم تعد ترفا بل ضرورة تواكب تطور الأفلام وصعوبة تصوير بعضها بالطرق التقليدية.. خذ كمثال فيلم الحديقة الجيروسية (حيث لا يوجد ديناصورات فعلية) فلجأ المخرج ستيفن ستلبرج الى الاستعانة بعلماء الأحافير لتركيب مشاهد الديناصورات المنقرضة بشكل مقنع ومميز اعتبره النقاد منعطفاً في تاريخ السينما.. وفي فيلم (300 محارب) شكل الكمبيوتر مزيجا محيرا ومبالغا فيه بين مهارات وعضلات جنود اسبارطة من جهة ، وجنود ووحوش الإمبراطورية الفارسية من جهة أخرى!
أما فيلم "جومانجي" فتعتمد قصته على خروج حيوانات بالغة الضخامة تغزو إحدى المدن وتعيث بها خراباً.. وبالطبع لم يكن هناك حيوانات متوحشة ولا مدن مدمرة بل مجرد مبرمج مخبول يصنعها بواسطة الكمبيوتر!
أما آخر النماذج المدهشة قبل التيرميناتر فيتعلق بالممثل الأميركي بول ووكر الذي قتل في حادث سيارة في ديسمبر2013 قبل إكمال الجزء السابع من فيلم "سريع وغاضب".. غير أن شركة يونيفرسال لجأت للكمبيوتر لخلق نموذج يحاكي ملامح وتحركات الممثل (اعتمادا على مشاهد سابقة) واستعانت بشقيقه كودي لتصوير المشاهد الجانبية أو البعيدة (وجميعها عوامل ساهمت في تشويق الناس لرؤية الفيلم)!
... لم يعد لدي أدنى شك بأن الكمبيوتر سيفوز قريبا بجائزة أحسن ممثل في حفل الأوسكار... نقلا عن الرياض

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up