رئيس التحرير : مشعل العريفي

كاتبة سعودية: هل أنتِ عورة؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: ذكرت الكاتبة أريج الجهني عبارة أطلقتها طفلة أثناء بثها على برنامج إنستغرام قالت خلالها " «صرت أستحي أطلع عندكم أحس إني عورة»، مشيرة إلى أنها أطلقت هذه العبارة على نفسها بعفوية وبساطة.
لغة النساء وقالت الكاتبة خلال مقال لها منشور في صحيفة " عكاظ" بعنوان " هل أنتِ عورة؟" توقفت طويلا وأعدت تكرار المقطع مرات عدة حتى أستوعب مصدر العبارة من خلال تعابير وجهها الطفولي البريء، ولم أجد ما يساعدني، فكرت في أي مرحلة دراسية تدرس؟ وما نوع المفردات التي تسمعها في المنزل والمدرسة وغيرهما... لغة النساء المؤثرة، ليست ذلك الخطاب النخبوي المختزل ولا القصائد الغزلية، بل هي لغة الفتيات فيما بينهن وفي المدرسة والمنزل فهي تحكي لنا الكثير عما نقوله لهن!
كائن غير بشري ظهوره يخدش الذوق العام وتابعت: " أن تتشرب فتاة في حدود سن العاشرة أنها «عورة» أمر يستحق الوقوف والتأمل، هل هذا الخطاب المجتمعي قائم على أسس تربوية؟ يستحيل أن نصبغ هذا النوع من الخطابات بلون واحد فقط، بل هي تداخلات وتراكمات جعلت المرأة كائناً غير بشري ظهوره يخدش الذوق العام".
الخطاب الموجه وأردفت تغييب المرأة ولا أقصد تغييبها ماديا أو اجتماعيا إنما تغييبها معرفيا ومحو أثرها الفكري والفلسفي يجعل الشابات أمام تحد كبير ولن أطيل البكاء على الأطلال، وحتى تحقق المرأة وجودها عليها امتلاك الأدوات الحضارية للتقدم وفِي مقدمتها اللغة. على المرأة أن تغربل الخطاب الموجه لها ولبنات جنسها ولا تقبل بتمرير مثل تلك العبارات السلبية والسامة.
المرأة ليست عدوة المرأة المرأة ليست عدوة المرأة هذا هراء وخطأ تاريخي حان الوقت لدحضه، فالتجمعات الوظيفية محك لدعم النساء ولا أقول هنا على حساب الكفاءة لكن إن تعادلت الكفتان بالطبع سأشجع زميلتي!
أداة المعرفة وأضافت لأنني سأكون متيقنة بحجم الضغط النفسي والاجتماعي الذي تواجهه، خشية النساء من دعم بعضهن البعض تتلاشى أمام سنوات من شللية الرجال وتآزرهم في الاستحواذ على أكبر قدر ممكن من المناصب والمزايا المالية تحديداً.. إن الأداة التي يهمنا أن تحملها المرأة أيضا المعرفة فهي وسيلة وليست غاية، فحقاً أشعر بالأسف عندما أرى فتاة تتحدث بسذاجة أو دون أن توثق رأيها بمراجع ودراسات فقط لتسبح مع أو عكس التيار!
بريق النسوية وأستطردت قائلة " بريق النسوية بدأ يشع الآن والساحة مليئة بالخبرات القديمة، ومحاولة تجاوز أو تجاهل من سبقونا دليل نقص ولا يعبر عن المهنية، ومحاولة أيضا تشويه الخطاب النسوي وتجريمه من خلال «هاشتاقات» مدعومة من الخارج دليل على أن نجاح السعوديات في ظل وطننا أوجع الحاقدين فبثوا سمومهم من خلال أتباعهم للتشنيع على السيدات وقذفهن بأبشع العبارات، وادعاء أن الخطاب النسوي يدعو للانحلال والشذوذ أمر مرفوض، وقولهم مردود عليهم والذي سيرده قانون دولة العدل والتوحيد".
الإصلاحات المجتمعية وأشارت إلى أن الخطاب النسوي السعودي من أكثر الخطابات تأثيراً في الساحة الثقافية حتى الآن، وذلك بفضل الإصلاحات المجتمعية التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ضمن برنامج «رؤية المملكة ٢٠٣٠»، ومؤازرة وعمل بقية الجهات التي أصبحت تدرك أن هناك رقيباً صارماً في شأن المرأة لن يتساهل أو يقبل بتحييدها من جديد.
ضعف في تمثيل المرأة وقالت لا يزال هناك ضعف في تمثيل المرأة وما زال ظاهراً في الجهات الداخلية كعدد مديرات الجامعات مثلاً ووجودهن في وزارة الخارجية كعدد السفيرات والملاحق الثقافية التي لا أعلم حتى الآن عن أي سيدة تعمل كملحق ثقافي؟ لكن المطالبات قائمة ومستمرة.
المرأة الآن ليست عورة وأضافت " يبقى أن يوثق هذا الحراك علمياً ويرصد تاريخياً في أقسام أكاديمية متخصصة، وأن نستغل فرصة وجود مؤسساته الحقيقيات بيننا، وهنا أتذكر سؤالا طرحه الكاتب القدير محمد الخازم منذ سنوات «من الذي يناقش مواضيع المرأة»؟، ببساطة «هي»، المرأة الآن ليست «عورة» يا طفلتي الصغيرة وأنتِ لستِ بعورة، فالعورة ما يُستحى منه وما يخدش الحياء والذوق العام وينتقص الكرامة في ظهوره، إنما أنتِ ثروة ونور وفرح."

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up