رئيس التحرير : مشعل العريفي
 خالد السيف
خالد السيف

أكرمني الله بشرف زيارة فضيلة الشيخ

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

ليلة البارحة أخبرت كلّ من حولي بما أزمعت عليه من الزيارة لصاحب الفضيلة الشيخ الذاكر لله كثيراً والمستغفر بالأسحار وفي كلّ حينٍ من ليلٍ ونهار.. تهيأتُ فاخترت أجود ما عندي من هندام. وضغطت بالمكواة على الغترة ليتيبّس المرزام. وتتبعت بياضاً قد اندسّ في شَعري. فغمرته سواداً لأبدو أقل من عُمري. ولمّا أن أكملتُ عدّة الزيارة. أطفأت الإضاءة وأغلقت الستارة. فأردت أن أنام باكرا. فجفاني النوم قاهرا. وأرغمني على إحياء ليلي ساهرا. يتجافى جنبي عن المضاجع. وليس بي والله من مواجع. غير أنّي على جمر الغضا أتقلب. فغداً لُقيا الأحبة ومَن أتطلّب. دعوتُ ربّي أن أرى رؤيا. أُصبّح بها الشيخَ بُشرى. فما زارني ليلتها إلا الجاثوم. حتى بلغت روحي الحلقوم. وكانت إفاقتي في منتصف الظهيرة. فجمعتُ الظهر إلى الفجر في سريرة. في سرعةٍ لم أفصل فيها ما بين استفتاحٍ وتكبيرة. ورحتُ أرتدي ثيابي على عجل. حتى أكون أول من وَصل. (حتى الأكل يا ناس ما ذقته) «لأجل الحبيب أنا ما شفته». (فيوز القلب محروقة) «الظاهر إنها مسروقة». أسرعت في امتطاء السيارة. ووددت حينها لو أنها طيارة. وما إن انتصفت في الطريق. حتى تذكّرت وصيّة الصّديق. إياك أن تنسى وقتها جوالك. فشرطُ مَن يزور الشيخ لا أبا لك. توثيق أجرها صوتاً وصورة. حتى يراك كلّ من في المعمورة. رجعت إلى البيت ثانية. في ظرف دقيقةٍ أو ثانية. فعدتُ محملاً بالجوال. إذ فيه الفصل للمقال. ما بين متدينٍ وليبرالي. كما الفرق ما بين دولارٍ وريال. وما لبثتُ أن وَصلت. ولغرفة الشيخ دلفت. هالتني كثرةُ الجماعة. لعلها أشراط ساعة. وهذه الوجوه المسفرة. بعافية الشيخ مستبشرة. ووجوهٌ عليها غبرة. ترهقها قترة. أولئك العلمانيون الفجرة. فمنهمُ خسيس قد اغتبط. بإصابة الشيخ فانبسط. وآخرون من أهل المدينة. قد احترقت قلوبهم من الضغينة. وحيثُ إن الجموع غفيرة. اتخذنا صفوفاً كثيرة. وإذ نحن في الطابور. سمعتُ صيحةً كالمسعور. يقول صاحبها بانفعال. وقد أشار نحو الشيخ وأطال. هذا والله هو القبول. وبئس مَن لم يشرف بزيارة كبيرٍ ومسؤول. وحين جاءني الدور، تعوذت بالله من الحور بعد الكور. ولأنّ الموقف جدُّ مهيب. خشيتُ على روحي من أن تغيب. فبلعت الريق وتنحنحت. فانفرجت أساريري وتبسّمت. ورأيتُ طلعته فتشجّعت. ورحت ألثمه تقبيلاً تقبيلا. حباً واغتباطاً وتبجيلا. فدتك الأولاد والمُهج. فبمثلكم يكون للأمة الفرج. ولا عزاء لحسودٍ مرج. واستأذنت كلّ من كان قد حضر. بأن أتلو أبياتاً نظمتها نظم الدّرر. فشرطوا إذنهم بأن «أشيلها». بصوتي العذب فأطيلها. وعندما انتهيت. شعرتُ أنني علوت. فقلت للشيخ جاء وقت الصورة. أرجوك لسنا أقل من أهل «الكورة». فقال قائلٌ: (هذا شغل البزورة) لكنما الشيخ تبسّم تبسُّم الموافق. وأعطى جواله للمرافق. فحقق الله لي مرادي. وعدتُ للبيت بخير عتادي. بصورٍ وسناب شات للمشاهدات.. * ما بعد الزيارة: أحسست فعلا بأني من الآن قد بتّ شيئاً مذكورا بخلاف ما كنت عليه قبلا من انطفاء الذكر وخمول الشهرة، ذلك أنّ الشيخ أكرمني بنبل تواضعه من الغد؛ إذ وضع في حسابه التويتري صورتي معه، وكتب أسفل منها: لقد شرفني فضيلة الشيخ (احم احم يعنيني).. بزيارته لي عصر يوم الأحد! بينما عبر قناتي – وحساباتي بكل وسائل التواصلِ – أنزلت كل ما كان قد جرى أثناء زيارتي للشيخ – عافاه الله – منذ اللحظة التي غادرت فيها البيت وحتى لحظة خروجي من المستشفى. * شيءٌ من فقهٍ لم ترد عليّ أسئلته إلا بعد أيام من زيارة الشيخ لعلكم تشاركوني إياه على هذا النحو المختصر: أخرج مسلم في (صحيحه 2569) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ «قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ؟ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ..». ولو لم يرد في فضل زيارة المريض إلا هذا الحديث لكفى، وطوبى لمن زار مريضاً مغموراً/ كان أو مشهوراً، يبتغي بذلك ما عند الله والدار الآخرة. سؤالي هو: كيف يمكن لنا الجمع ما بين هذا الحديث العظيم وما بين قوله صلى الله عليه وآله وسلم في المتفق عليه «لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا صورة». بمعنىً أظهر: إذا تعذّر دخول الملائكة لبيت – مكانٍ – فيه صورة أو ليس الأليق بالله تعالى – تقدس في علاه – أن يُنزّه عما تنزّه عنه الملائكة من باب أولى؟! في حين أنّ أماكننا اليوم – مسجد – بيت – غرف زيارة مريض – ليس فيها صور وحسب وإنما يسعك أن تقول عنها بأنها قد تحوّلت إلى «استوديوهات تصوير» بكافة أشكاله لم يتخلّف منها إلا المجسم ولعله في الطريق قادم لا محالة في ظلّ انسعارنا بتخليد ذواتنا (طبعا احتسابا)..!! نقلا عن الشرق

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up