رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

رحم الله فاطمة ومدفعها

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

خطأني بعض الإخوة القراء، عندما ذكرت في مقالي يوم الخميس أن الفاطميين هم من أدخلوا عبارة: (الصلاة خير من النوم)، وذلك إبان حكمهم لمصر. وإذا كنت مخطئاً مجتهداً فإنني أعتذر، ولست بأفضل من الداعية عمرو خالد، الذي اعتذر عن إعلانه للشركة الوطنية للدواجن عندما أكد وقال: «إن تناول دجاج تلك الشركة يساعد على عبادة أفضل» - انتهى. وقد تعرض بعد إعلانه ذاك لانتقادات طويلة عريضة. والواقع أن هناك روايات متضاربة ومتناقضة في إضافة هذه الجملة في أذان الفجر، منها مثلاً: أن ابن محذور قال بما معناه: إن الرسول أجاز له أن يؤذن بذلك. وكيف نفهم مثلاً أن عمر بن الخطاب أمر بذلك، في الوقت الذي يقول فيه مجاهد: دخلت مع عبد الله بن عمر مسجداً نريد أن نصلي، فثوّب المؤذن قائلاً: الصلاة خير من النوم، فقال لي عبد الله: اخرج بنا من عند هذا المبتدع.. (!!)، فكيف نفسر موقفه إذا كان والده هو الذي أمر بذلك؟! هنا السؤال. أما الإمام مالك، فقد نهى المؤذن عن ذلك قائلاً له: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا البلد عشر سنين، وبعده أبو بكر وعمر وعثمان، فلم يفعلوا هذا - انتهى. ومما سبق فكلها أقوال واجتهادات، غير أنها كلها أيضاً تنشد الصلاح، والمجتهد إنْ أصاب فله أجران، وإنْ أخطأ فله أجر واحد، وأنا يكفيني أن أحصل حتى ولو على ربع أجر، فالله وحده هو العالم بالنيّات. وما دمنا في هذا الشهر الفضيل، والحديث مثلما يقولون يجر بعضه، فهناك معلومة تاريخية متأكد أنا هذه المرّة من صحتها، وهي ما تعارفوا عليه بمدفع الإفطار، وأول ما استحدث كان في القاهرة إبان حكم المماليك، وصل إليهم أول مدفع من بلاد الفرنجة عام 859 هجرية/ 1455 ميلادية، وأرادوا أن يجربوه، وانطلقت أول قذيفة منه في رمضان وبالصدفة عند غروب الشمس، وسمع الطلقة كل سكان القاهرة. أعجبت هذه الحكاية العلماء والأعيان، فذهبوا للوالي لكي يرجوه أن يكون ذلك تقليداً عند كل غروب شمس في رمضان، ولم يجدوا الوالي والتقوا بزوجته الحاجة فاطمة، وعرضوا اقتراحهم عليها، التي هي بدورها نقلته للوالي الذي لم يكن يجرؤ أن يرد لها طلباً، وذلك لما تتحلّى به من شكيمة وقوة شخصية. ومن يومها أصبحوا يسمون المدفع باسمها، فإذا تأخر الإطلاق تجدهم يتساءلون: لماذا تأخرت فاطمة عن إطلاق مدفعها، وإذا سمعوه تصايحوا: هيا افطروا لقد أطلقت فاطمة مدفعها. ولا شغلة ولا مشغلة لها طوال شهر رمضان، غير إطلاق المدافع.
نقلا عن الشرق الأوسط

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up