رئيس التحرير : مشعل العريفي
 عقل العقل
عقل العقل

«كذبة» الممانعة

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

شاهدت فيديو لحسن نصرالله وهو يروي بطولة من بطولاته، يذكر فيها أن وزير الدفاع الأميركي ديك تشيني أرسل له وسيطاً يعرض عليه إطلاق سراح مساجين حزب الله في إسرائيل، مقابل أن يتخلص الحزب من الأسلحة التدميرية التي تشكل تهديدا لأمن إسرائيل، إضافة إلى أنه عرض عليه مبلغ بليوني دولار، وفي هذا المقطع رد من الأمين العام السابق للحزب صبحي الطفيلي يتساءل فيه ويؤكد أن الرشوة قد نفذت، فأسلحة «الحزب» ضلت طريقها، إذ كان يدعي حزب الله ومناصروه أنها موجهة ومصوبة على العدو الإسرائيلي كما يدعون وأنهم سيحررون الأقصى، وبقدرة قادر تحولت مقدرات «الحزب» البشرية والعسكرية على أبناء الشعب السوري.
الغريب أن من يصدقون مثل هذه الأحاديث ما زالوا يعتقدون أن حسن نصرالله يقف مع أبناء الشعب الفلسطيني، إذ خرج قبل أسبوع وهو يعد لنا عدد الصواريخ التي أطلقها محور الشر كما يدعي على حدود إسرائيل والتي لم نشهد لها آثارا سوى أنها أجفلت الماشية في مراعيها في هضبة الجولان المحتلة. الطفيلي أكد أن ما طلبه الوسيط الأميركي نفذه الحزب بكل كرم، فقد أطلق سراح مساجينه ودفعت له بليوني دولار.
في ظل هذا الانسداد في الملف الفلسطيني وتقديم أرواح الشباب في الأراضي الفلسطينية في مسيرات العودة التي نظمتها حركات إسلاموية ليست بعيدة عن العرّاب الرئيس للإرهاب في المنطقة وهي دولة الملالي في طهران، فإن الشباب الفلسطيني وللأسف يتم استغلال حماسه لقضيته العادلة لحسابات ومصالح إيران، والتي استشعرت الذل والمهانة والخوف جراء السياسة الأميركية القوية والواضحة في المنطقة، والتي كانت أول ملامحها انسحاب الإدارة الأميركية من الاتفاق النووي، وقد يعقبها خطوات أميركية قد تصل إلى عمل عسكري يطيح بالنظام الإيراني ومن ثم تنفرط سلسلة تنظيماته التي تدعي المقاومة وأن هدفها هو تدمير إسرائيل كما تدعي في خطاباتها الرسمية والتي لم تترجمها ولن تفعل ذلك، لأن هدفها هو مصالح نظامها وليس شعبها، ولكن الأقنعة بدأت تتساقط عن وجوه المتاجرين بالدم الفلسطيني والنتيجة دائما أن هذا الشعب الأعزل هو من يدفع الأثمان، أما بطولاتهم الصوتية فإنها تتلاشى أمام الضربات الإسرائيلية لقواتهم داخل الأراضي السورية، حتى وصلنا أن مواقعهم العسكرية داخل سورية تضرب من مصادر مجهولة.
الإشكالية الحقيقة أننا أمام جماهير عربية بعضها تتبع الإسلام الحركي وبعض النخب السياسية تصدق هذه المسرحية التي تطلقها الممانعة بقيادة حسن نصرالله، من حق الجميع ذرف الدموع والوقوف مع مآسي الشعب الفلسطيني، ولكن لسنا على استعداد أن نراهن على إيراني، ومن حقنا أن ندعو لمخرج سياسي لهذه القضية العربية بناء على القرارات الدولية والمبادرة العربية التي أجمعت عليها الدول العربية في قمة بيروت، مثل هذه الدعوات ومن يتبنونها هم مخلصون للقضية الفلسطينية مثل الآخرين من دون وصفهم بالتصهين والخيانة، فإيران وحزب الله سيذرفون دموع التماسيح حال حلّت القضية، لأنها وقودهم لإشعال المنطقة والنفوذ داخل المجتمعات العربية لتمزيقها وخلق حالة من الصراع بين الشعوب العربية وحكوماتها بادعاء التفريط بالقضية والمقدسات الدينية
نقلا عن الحياة

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up