رئيس التحرير : مشعل العريفي

السديري: أصبحت مهنتي أن أكون خادماً للطيور.. ويكشف عن منطقة يتحدث أهلها بـ"الصفير"!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: قال الكاتب مشعل السديري " في غرفة جلوسي نافذة عريضة، وأمامها شجرة وارفة بها بعض أعشاش الطيور، وحيث إنني أنشد الأجر، مقتدياً ومتأثراً بالحديث الشريف القائل: في كل كبد رطبة أجر، لهذا وضعت على حافة النافذة ماعوناً أملؤه بالماء، وأنثر نحوه الحبوب المختلفة، وأستمتع بمراقبة العصافير والقماري، وهي تتهافت عليها، ولاحظت أن قويها يطرد ضعيفها، ويستأثر بالماء والحبوب قبلها.
عالم الطير وتابع خلال مقال له منشور في صحيفة الشرق الأوسط بعنوان "خادم الطيور يتكلم" عرفت أن عالم الطير لا يختلف كثيراً عن عالم الإنسان، حاولت أكثر من مرّة أن أتدخل، غير أنني عدلت عن ذلك خشية مني بإفزاعها فتركتها، على مبدأ: أن اترك الخلق للخالق، أو البقاء للأقوى، مع الأسف.
خادم  وأردف "ومع ذلك لم يعدم الضعفاء الشرب والأكل، فهؤلاء تأتي بعد أن يشرب ويشبع الأقوياء وتطير، ولاحظت أيضاً أنه بعد أن تنفد الحبوب، تأخذ بعض الطيور بالنقر والفرفرة بأجنحتها على زجاج النافذة، وكأنها تريد أن تنبهني أن لا شيء أمامها، وأصبحت مهنتي التي أتلذذ بها: أن أكون خادماً للطيور".
جزر كناري وأضاف: قبل أكثر من شهر كنت أتفرّج على برنامج وثائقي في التلفزيون يجري في منطقة يقال لها (غوميرا) في جزر الكناري، ووجدت أن المزارعين هناك يتكلمون مع بعضهم بالصفير الذي يشبه زقزقة العصافير بلغة سموها (سيلبوا). ويقول في هذا الصدد صبي صغير للمذيع، إن في إمكانك أن تقول أي شيء بواسطة الصفير، والقاعدة سهلة، فكل حرف له صوت صفيري مرادف، وتتدفق الكلمات بين الشفاه سريعة سلسة، وتعلو نبراتها وتهبط كأصوات الطيور.
لغة سيلبوا وقال: يؤكد المذيع بعد ذلك قائلاً: كما أن في الكلام العادي بين الناس هناك لهجة ولكنة، كذلك هنا في (غوميرا)، فلكل قرية لكنة مختلفة عن الأخرى، ولكن تجمعهم كلهم لغة (سيلبوا) بالصفير المتعارف عليه، وهم يعلّمون أطفالهم منذ المهد لغة التصفير إلى جانب لغة الكلام المعتادة، وتيقنت بعدها أن للطيور أيضاً لغاتها التي تتفاهم بها بين بعضها، وسبحان الذي علم سليمان لغة الطير، لهذا خاطب الهدهد سليمان قائلاً: جئتك من سبأ بنبأ يقين، صدق الله العظيم.
وأنهى مقاله قائلا " ولي الآن أكثر من شهر وأنا أستمع بالساعات، وأسجل وأراجع أصوات الطيور التي حول نافذتي محاولاً فك شفرة لغتها، ولن أيأس مهما كان، حتى لو أذّنتُ كالدّيك".

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up