رئيس التحرير : مشعل العريفي
 حمود أبو طالب
حمود أبو طالب

أوباما وفضيحة ١١سبتمبر

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

من الصدف المثيرة أن يتزامن نشر حديث الرئيس أوباما لمجلة أتلانتك الذي كال فيه الاتهامات لحلفاء أمريكا التاريخيين والمملكة على وجه الخصوص بأنها محرك التطرف المتسبب في موجات العنف والإرهاب مع نشر خبر حكم المحكمة الاتحادية الجزائية في نيويورك الذي صدر في ديسمبر ٢٠١١ والقاضي بأن إيران وحزب الله متورطان بشكل مادي مباشر في دعم تنظيم القاعدة لتنفيذ هجمات ١١ سبتمبر ٢٠٠١ ومسؤولان قانونياً عن كل الأضرار التي تسببت فيها. إنها صدفة لم يحسب حسابها أوباما ولم نعتقد نحن أنها ستحدث في ذات الوقت الذي تعرضت فيه المملكة لهجومه كي تريحنا من تفنيد مغالطاته وتحامله السافر، ولتكون دليلا دامغاً على محاولاته للقفز على الحقائق. الوثائق التي تسربت إلى وسائل الإعلام تضمنت أدق التفاصيل عن ضلوع إيران وقيادتها العليا في التخطيط الدقيق لتنفيذ غزوة نيويورك ضد الشيطان الأكبر بالتعاون مع صنيعتها حزب الله وتوفير الدعم اللوجستي والتسهيلات والتدريب للمنفذين بعلم وإشراف المرشد الأعلى ورئيس الجمهورية آنذاك وإدارة وزارة الاستخبارات الإيرانية. الإعلام الأمريكي والأوروبي تجاهل هذا الخبر الخطير والصحف التي أشارت إليه لم تعطه ما يستحق من اهتمام رغم أنه خبر تأريخي يغير القناعات التي كانت سائدة وراسخة بشأن ملابسات ١١ سبتمبر. هذا التجاهل يشير إلى سقوط أخلاقي ومهني من أجل عدم التشويش على علاقة الحب الآثم بين أمريكا والدول التي شاركتها في عقد القران مع إيران الذي توجه الاتفاق النووي، وهنا لا نريد لوم الإعلام الأمريكي والغربي على هذا العهر المهني ولكن نريد مخاطبة الرئيس أوباما. لقد مرت يا فخامة الرئيس أكثر من أربع سنوات على صدور حكم المحكمة خلال فترة رئاستك ومسؤوليتك عن وطنك ومواطنيه وأيضا مسؤولية أمريكا في قضايا العالم لكن إدارتك أخفت هذا الحكم ولولا ضغط أسر الضحايا لما كان صدر من الأساس. وبدلا من الانتصاف لهم ولأمريكا وللإنسانية بكشف الحقائق فإنكم تعمدتم إخفاءها والهرولة إلى الجاني لتبييض سمعته وتلويث سمعة غيره. صحيح أن شباب سعودي نفذوا العملية لكنها كانت بتخطيط دولة اسمها إيران، التي تتحدثون عنها الآن وكأنها ملاك، ومن أجلها صنعتم كل الخراب الذي يحدث في منطقتنا، ثم جئتم في نهاية مطاف إدارتكم لتحملوا غيرها مسؤولية ما هي مسؤولة عنه بدعمكم وتستركم ومغالطتكم لشعبكم وشعوب العالم معه. لقد شاء القدر يا فخامة الرئيس أن يعفينا من البحث عن الأدلة التي تثبت تحاملكم علينا وتزييفكم للواقع فقد جاء الدليل من عندكم، من محكمة أمريكية مهمة، يدين إيران ويحملها مسؤولية أكبر عملية إرهابية في التأريخ الحديث، أفلا تشعر الآن بالخجل من الشعب الأمريكي وأسر الضحايا المنكوبة التي ظلت تبحث عن الحقيقة المخبأة لديكم، وألا تشعر بالخجل منا ومن العالم أجمع. إننا لم نكن نتمنى لك هذه النهاية يا فخامة الرئيس، فقد مرت ثماني سنوات لإدارتك شهد فيها العالم أسوأ الأحداث بسبب سياساتكم المترددة المضطربة، وها أنت تختتم مرحلتك بفضيحة من العيار الثقيل. بالمناسبة يا فخامة الرئيس لدينا مثل يقول: إذا أنت رايح كثّر الفضايح. من فضلك أطلب من سكرتاريتك كتابته على لوحة صغيرة تضعها على مكتبك حتى تغادر البيت الأبيض. نقلا عن عكاظ

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up