رئيس التحرير : مشعل العريفي

غارديان: لافروف يفضح مخططات بوتين

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد:لمعرفة ما يدور في فكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تجاه أوروبا، والعالم بصفة عامة، يمكن بحسب ناتالي نوغايريد، الكاتبة المتخصصة في الشؤون الخارجية، العودة الى كتابات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ، وإن يكن مسؤولون غربيون لفتوا أن رئيس الدبلوماسية الروسية غضب في سره في عام 2014، عندما ضم بوتين في شكل مفاجئ شبه جزيرة القرم، ولكنه التزم الموقف الرسمي لموسكو. يعتقد زعماء أوروبيون أنهم على وشك التوصل الى حل لأزمة اللاجئين، بعد توقيع صفقة مع تركيا، لكن هناك قوة أخرى تراقب من بعد ما يجري، وهي روسيا. وفي هذا السياق، تلفت نوغايريد إلى تغريدة نشرتها المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية تفضح المخبوء في السياسة الروسية. فقد كتبت ماريا زاخاروفا في تغريدتها، قبل ساعات قليلة من اجتماع زعماء أوروبا في بروكسل: "نجمت أزمة المهاجرين عن محاولات غير مسؤولة لنشر الديموقراطية على الطراز الغربي في الشرق الأوسط". وترى الكاتبة أن تلك التغريدة لا تعكس رفض موسكو لكل تغيير يسعى اليه الغرب فحسب، لا بل قصدت أيضاً توبيخ زعماء أوروبا. زعزعة ومع أن روسيا متهمة بسعيها لاتخاذ أزمة اللاجئين وسيلة لزعزعة أوروبا، وهو الادعاء الذي عززته تصريحات أخيرة صدرت عن قائد قوات حلف الناتو، تلفت نوغايريد أنه يمكن دحض تلك الاتهامات. ولكن الأكيد في رأيها هو الحاجة الملحة لمعرفة ما تفكر به روسيا، والأهداف التي ترمي إليها في الوقت الذي تراقب الاتحاد الأوروبي يتخبط في أزمات عدة. لمحة ولتكوين فكرة عما يخطط له بوتين، تجدر قراءة الكتابات الأخيرة لوزير خارجيته، سيرغي لافروف. فقد أوضح وزير الخارجية الروسي في مقالة طويلة نشرت، خلال الشهر الحالي، في مجلة غلوبال أفيرز، ما تتطلع إليه موسكو. الواضح أن ما تريده ليس أقل من إحداث تغيير أساسي، بمعنى معاهدة رسمية تتناول البنية الأمنية والسياسية الأوروبية. والفكرة الرئيسية الواردة في تلك المقالة هي: "خلال القرنين الماضيين، أدت أي محاولة لتوحيد أوروبا من دون روسيا أو ضدها الى مآس كارثية". فكر غير مستقل وبحسب نوغايريد، ليس لافروف مفكراً حراً قادراً على العمل بمعزل عن سيده، بوتين. إنه تكنوقراطي وأقدم وزير خارجية روسي في فترة ما بعد الاتحاد السوفييتي (فقد شغل منصبه منذ عام 2004). وهو يمارس اللعبة الديبلوماسية وفقاً لرغبة رئيسه وحسب. لذا لا عجب في أن كل ما يقوله أو يكتبه يعبر عن أفكار بوتين.وخلافاً لما يردده بعض المحللين، ترى الكاتبة إن القول إن بوتين "سلّح" أزمة اللاجئين مبالغ فيه، لأن الازمة بدأت قبل تدخل روسيا في سوريا بما لا يقل عن عامين ونصف. لكن موسكو استفادت من الوضع الذي زاد من ضعف الاتحاد الأوروبي والانقسامات بين أعضائه. كما عززت الأزمة موقع الحركات الأوروبية اليمينية المتطرفة التي تدعمها موسكو. أزمة اللاجئين وتشاطر الكاتبة قائد قوات حلف الناتو قوله إن روسيا، ومعها بشار الأسد، " فاقما" أزمة اللاجئين. فقد أدى قصف طائراتها لمناطق سورية، وخاصة في حلب، الى فرار آلاف الأسر البائسة صوب الحدود التركية. لكنها تضيف:" يجب أن نتذكر أن اليوم الذي استيقظ الضمير العالمي لم يكن في عام 2015، بل في 3 أكتوبر( تشرين الأول) 2013، عندما غرق المئات قبالة جزيرة لامبيدوسا اليونانية. كان ذلك قبل وقت طويل من التدخل الروسي في سوريا. يبدو أن لافروف، بحسب الكاتية، يشبه بوتين بالقيصر بطرس الأكبر الذي اتخذ إجراءات محلية قاسية وحازمة، واتبع سياسة خارجية ناجحة لكي يجعل روسيا لاعباً رئيسياً في أوروبا. 

arrow up