رئيس التحرير : مشعل العريفي
 د. محمد العوين
د. محمد العوين

مشاهير التقيت بهم: عبد الله بن خميس 1-2

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

كان اللقاء الأول بابن خميس في أواخر شهر ذي الحجة 1403هـ؛ زرته في منزله القريب من الحي الدبلوماسي بالرياض ضحى يوم جميل؛ لإجراء لقاء طويل تُجتزأ منه ساعة تبث في إذاعة الرياض ويحتفظ باللقاء كاملاً دون مونتاج، وتتولى الرئاسة العامة لرعاية الشباب نسخه على أشرطة كاسيت وتوزيعه مع مطوية تعريفية شاملة بجائزة الدولة التقديرية الأولى في الأدب للفائزين الثلاثة حمد بن محمد الجاسر وأحمد بن محمد السباعي وعبد الله بن محمد بن خميس في يوم الاحتفال الكبير بمنحهم جائزة الدولة من يد الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - بفندق الانتر في يوم 27 من محرم 1404هـ.
كان الاحتفال بالجائزة حدثاً وطنياً وإعلامياً كبيراً منَح إشارة ثقة وابتهاج بنجاح وتميز مسيرة الأدب في بلادنا، واهتمام وحرص القيادة على تشجيع الحركة العلمية والثقافية، وواكبت تلك المناسبة تغطية صحافية واسعة؛ فقد عملت معظم الصحف المحلية ملاحق خاصة، وأجرت إذاعتا الرياض وجدة حوارات مطولة مع الفائزين، منها هذا اللقاء الذي أشرت اليه الآن، وأصدرت صحيفة الجزيرة ملحقاً ثرياً تضمن دراسات وسيراً عن الأدباء الثلاثة كتبت فيه مقالة طويلة عنهم استوحيت فيها انطباعاتي عما لمسته وشعرت به وتفاعلت معه خلال زياراتي لهم.
استقبلني الشيخ عبد الله في مكتبته الغنية بأمهات الكتب بكلمات فصيحة منتقاة كما عهد عنه التزامه الحديث بالفصحى مع الناس كافة، وكان يتمتع بصحة جيدة وباعتدال قوام وحسن ترتيب في مظهره وعناية بتحديد ملامح لحية تغطي أسفل ذقنه، وشارب عريض يغطي شفته العليا، أخفى ما اعتلاهما من بياض بصبغهما بالسواد، وكذلك فعل في شعر رأسه؛ بحيث يخيَّل لمن يقابله أنه لم يناهز الأربعين.
قلت له قبل أن أبدأ تسجيل اللقاء: يا شيخ عبد الله صوتك جهوري قوي عميق فصيح حلو الأداء، لم لا تقدم برنامجاً إذاعياً يخدم لغة الضاد؟
قال: يشغلني الآن ما يشغلني عن تحقيق هذه الغاية؛ ولكنني سأرحب بالدعوة لو وجهت إلي.
وقد حقق الشيخ تلك الرغبة بعد سنوات في برنامجه الشهير «من القائل» ولكن في خدمة التراث الشعبي لا الفصيح؛ على خلاف ما كنت أتمنى.
كان المطلوب تدوين سيرة ذاتية مفصلة ومسهبة عن الضيف، ولإثارة ذاكرته بدأت من قريته التي يحبها الدرعية، ثم شرَّق وغرَّب ولم يدع محطة علمية ولا علَماً أو أستاذاً له أو زميلاً رافقه إلا تحدث عنه؛ بدءاً من كُتَّاب القرية وانتهاء بدار التوحيد بالطائف، وكان شديد الذاكرة قوي الحافظة فذكر أساتذته وعلى رأسهم مدير الدار الشيخ محمد بهجت البيطار ومحمد متولي الشعراوي ومحمد حسين الذهبي وغيرهم، وتذكر زملاءه: صالح العلي الناصر وعبد العزيز الربيعة وعثمان الحقيل وعثمان بن سيار وسعيد بن جنيدل ومعجب بن سعيد.
تمانع ابن خميس بفطنته من أن يجيب عن عدد من الأسئلة؛ إلا أنني لم أدعه، فحوَّرت المعنى بصياغة مختلفة وأجاب! يتبع
نقلا عن الجزيرة

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up