رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

ثقافيّة وتربويّة وإنسانيّة

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

أنا شخصياً من المؤمنين بنظرية النسبيّة (لأينشتاين)، ليس من الناحية العلمية، لأنني لا أفقه بالعلوم والمعادلات الرياضية شيئاً، ولكن النسبيّة التي أعنيها هي (الظروف) التي تمر على الإنسان، فلو أنك مثلاً أوقفت أحد الأشخاص حافي القدمين على لوح من الثلج لمدة خمس دقائق، لاعتبرها كأنها خمس ساعات. وبالمقابل، لو جلس الشخص نفسه مع عشيقته التي يهواها لمدة خمس ساعات، لمرّ الزمن مرور السحاب، وكأنه خمس دقائق. ومن لا يصدقني، فليخض التجربتين اللتين سبق لي أن جربتهما.
ونظرية النسبيّة، التي أعتقد أنها أصدق نظرية في حياة الإنسان، تدخل في كل شيء، ابتداء من العلاقات إلى الذوق إلى العمل إلى التربية إلى التعليم إلى المبادئ إلى العقائد إلى الجمال إلى الأخلاق إلى الجرائم إلى الأحكام، وإلى حتى التصورات. وسوف أطرح أمامكم ثلاث حوادث حقيقية وموثقة و(رائعة)، لتعرفوا أن الأمور نسبية فعلاً.
الأولى: تعليمية ثقافية، والثانية: تربوية أخلاقية، والثالثة: إنسانية دينية... وبسم الله نبدأ: مدير مدرسة (بقعطبة)، في اليمن الشقيق، لم يجد عقاباً ناجعاً للتلاميذ المشاغبين أفضل من أن يرميهم من الدور الثاني بالمدرسة! صحيح أن هناك تراباً على الأرض يخفف من الارتطام قليلاً، إلا أن ذلك لم يمنع من إصابة بعضهم بالجروح، بل إن أحدهم قد انكسرت ساقه، والثاني دقت عنقه. ومن الناحية النسبيّة، يهون أسلوب عقاب المدير عن الأسلوب الذي تفتقت عنه قريحة شايب عايب، من اليمن أيضاً، عندما ضاق ذرعاً من تصرفات ابنيه اللذين لا يستمعان إلى كلامه ونصائحه، فما كان منه إلا أن يفتح الباب وهما في مجلس المنزل، ثم يقذفهما بقنبلة يدويّة، ويغلق الباب عليهما. حاولا الخروج ولكنهما عجزا عن فتح الباب، في الوقت الذي انفجرت فيه القنبلة، وأصابت الشظايا مناطق مختلفة من جسديهما، وما زالا في المستشفى وحالتهما مستقرة.
وصرح والدهما عند التحقيق معه قائلاً: إنني فقط أردت أن أربيهما. كما أن هذه الوسيلة كذلك تهون (نسبياً) عن الحادثة الثالثة، التي حصلت في باكستان، عندما حذرت جماعة طالبان المتشددة الحلاقين من حلق لحى زبائنهم، أو حتى تشذيبها، ولا بأس من حلق شعر الرؤوس على (الزيرو) فقط لا غير. ويبدو أن الحلاقين لم يلتزموا حرفياً بالتعليمات والتحذيرات، فما كان من المتشددين إلا أن شنوا هجوماً مباغتاً بالقنابل على الحلاقين وزبائنهم، فتساقطوا مثلما يتساقط الذباب. وصرح أمير الجماعة قائلاً: إننا نريد فقط أن نطبق شرع الله (!!)
نقلا عن الشرق الأوسط

arrow up