رئيس التحرير : مشعل العريفي
 علي الزامل
علي الزامل

إما الإذعان أو الإطاحة !

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

لا خيار ثالث يلوح بالآفق امام ( النظام الملالي ) اذ لم تعد العُصي المخضبة بالدماء ترهب الشعب الإيراني وتحيده فمن استعصى عليه كفاف يومه وضاق ضرعاً ألم الجوع ومهانة العوز والفاقة لن يتوانى ( بعد نفاد رمق صبره ) بأن يُكسر العُصي على الرؤوس المعممة ! وفي السياق لم تعد وعود الملالي الأسطورية و موشحاتهم الطوباوية بحيازة الامبراطوريات وتركيع الأمم تنطلي على شعب بات اقصى طموحه قوت يومه .. هذا ليس ( سيناريو ) مرتقب او مجرد نبوءات فحسب بل هو احتضار "سريري" للملالي يفصله عن الموت السياسي وربما الجسدي أسابيع معدودة أو أقل .. فكل المؤشرات تشي بذلك فالعملة الإيرانية فقدت قيمتها وفي طريقها الى انهيار تام ومحتم مع بداية تنفيذ العقوبات الامريكية الجديدة في نوفمبر المقبل فالشركات العالمية مؤتلفة ستوقف أي تعامل مع ايران ومعظم الدول المستوردة للنفط الإيراني ستوقف استيراده وهذا لا شك بمثابة ضربة قاصمة للاقتصاد خصوصاً اذا علمنا ان الدخل الرئيس يشكل نحو 65% من اجمالي صادرات ايران فضلاً انه يمثل المصدر الرئيس لجلب العملة الصعبة .. نكرر لم يعد لهذه الطغم من خيارات فالرهان الأكبر كان الشعب الإيراني الذي ترعرع على ايادي سدنة يسومونه تارة التنكيل والتجويع وتارات على أحلام وخرافات هي للسراب اقرب ..
السؤال المتوقع في ظل هذه الأجواء المتشنجة : ما هو المنحى الأرجح اذعان الملالي والرضوخ للمطالب والشروط الامريكية ام التمادي في المكابرة والتعنت ؟ أقول : ان كان ثمة انملة عقل وبصيص رؤية سياسية لمجريات الأمور لهؤلاء الزمر فليكن الإذعان فاقل موجباته الإفلات من انقضاض الشعب الوشيك لا محالة .. المفارقة العجيبة والمحزنة ان هذا السيناريو المرجح لا يصب في مصلحة الشعب الإيراني وإن تجلى وتمظهر بأنه (إنفراجة) تستدعي بصيص تفاؤل لشعب طال امد يئسه وبؤسه لانهم أي الملالي جُبلوا على المراوغة والتخدير وشراء الوقت ( التقية ) فلمجرد " وهذا مؤكد " أن يستعيدوا عافيتهم ويطمئنوا على سدة عرشهم سرعان ما ينقضون عهودهم فتكر سبحة شرورهم ويستأنفوا عربدتهم والتي من جملتها التنكيل بالشعب وبشكل اكثر ضراوة هذه المرة .. غاية ما يسعنا قوله : لا عزاء لشعب الإيراني .

arrow up