رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

الحقيقة المجردة !

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

بين آونة وأخرى يتصل بي "عبر وسائل التواصل المختلفة خاصة في هذه الأيام الزاخرة بالأحداث ، صحفيون وقراء وطلاب يسألون عن قضايا وطنية، يجدر البحث فيها فعلاً .
إلا أن هؤلاء تعودوا المنطق التبريري، لذا تجدهم يفاجؤون بهذه الشفافية والصراحة في الطرح، وبهذه الواقعية في تناول أمور أعتبرها حيوية ومهمة.
فأي الطريقين نختار ؟ إلا أن تداولنا مثل هذه القضايا يصطدم دائما بجدار تساؤل حارق عن الموقع الذي ننطلق منه لتحديد نوع الإجابة: فهل تنطلق من موقع التبرير وتمجيد الأخطاء ، أم من موقع إيجاد الحلول لهذه الأخطاء ؟ وهذا محك لا مفر منه.
أعرف أن بعض الناس يتصورون وهذا محض خيال أن ولاة أمر المملكة يبحثون، ويفتحون صدورهم، لمن يبرر لهم هذه الأخطاء، بينما أعرف عن يقين أنهم يسعون في البحث عن الحقيقة المجردة، بعيدا عن الخداع والتزييف.
ومثل هذا السلوك من بعض مزيفي الحقائق يدخل في باب الخداع لولاة الأمر، ويشكل استغفالا لهم، وما هم بغافلين، لأنهم يسعون جهدهم لما يرتقي بالوطن والمواطن، ولا يألون في ذلك جهدا.
وكما ترى انحصر الصراع بين فئتين: بين الباحثين عن التقرب لولاة الأمر، والمحبين الحقيقيين لولاة الأمر والوطن.
وبينما يتخذ الأولون المراءاة والمداهنة وتزييف الحقائق وسيلة، يتخذ الآخرون وهم المحبون الحقيقيون في عكس الواقع وسيلة للتعبير عن صدق الولاء.
فالولاء عند هؤلاء ليس وسيلة للكسب الشخصي أو مجرد شعارات تطلق في الهواء، لكن الولاء هو إيصال الحقائق إلى ولاة الأمر حتى تصبح توجهاتهم وقائع على أرض الواقع.
وبحكم معرفتي اللصيقة بولاة أمر المملكة، فإنني أستطيع تأكيد أن هذه هي توجهاتهم، وأنهم يسعون إلى ترجمة هذا الشعور بالولاء والحب للوطن الذي يمر الآن بمرحلة استثنائية لا تحتمل مثل هذا التزييف للحقائق بقدر ما تحتاج إلى تفعيل كافة الفعاليات البشرية العاملة والمفكرة، وعلى رأسها تلك النوعية الصادقة الوفاء والولاء والمتجردة من البحث عن المكاسب الشخصية والذاتية الضيقة والأنانية.
خاتمة: وطنكم يحتاج ثقتكم..وبذل كل ما هو غال ونفيس لرفعة شأن البلد بكل ما نملك بتضافر جهود المخلصين بهذا البلد لنحافظ عليه ونرفع شأنه- كيف لا وهو مهبط الوحي وقبلة ومهوى أفئدة مليار ونصف مسلم -رب احفظه - واحفظ من يعيش على أرضه من الطيبين والمخلصين وأن تكفيه شر الأشرار وكيد الفجار-واحفظه برعاية من عندك.
أنت القادر على ذلك.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up