رئيس التحرير : مشعل العريفي

محمد آل الشيخ : هذه القصة تلخص مشكلة لبنان "شر البلية ما يضحك"

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد : في مقال جديد يحمل عنوان "الديموقراطية والفساد والدول العربية"، قال الكاتب السعودي محمد آل الشيخ: قرأت خبراً له مدلولات مضحكة ولكنها حزينة، وكما يقول العرب في أمثالهم: شر البلية ما يضحك. الخبر مؤداه: أن مؤتمراً أقامه الأوربيون في روما بإيطاليا، يهدف إلى دعم لبنان مالياً لتخليصه من ديونه، البالغة نحو 90 مليار دولار.
الإغاثة
ورأى الكاتب في مقاله المنشور بـ "الجزيرة" أن المضحك في الموضوع أن وزراء الدول الأوربيين المشاركين في المؤتمر جاؤوا إلى روما من بلدانهم في طائرات الخطوط التجارية، في حين أن وزراء من يطلبون (الإغاثة) جاؤوا على متن طائراتهم الخاصة.
واعتبر "آل الشيخ" أن هذه القصة تلخص مشكلة لبنان، واستغلال سياسييها لمناصبهم، حتى أثروا ليأتوا دونما خجل يطلبون من الأوربيين حل أزمتهم، التي كانوا أهم المساهمين في تكونها وترسيخها، من خلال الإثراء غير المشروع.
ديمقراطية
وأضاف الكاتب: "ولبنان -كما يقول قادتها ويفاخرون- دولة ديمقراطية، يصل قياديوها إلى مناصبهم من خلال صناديق الانتخابات، غير أن هذه الانتخابات والحريات وكل المظاهر الديمقراطية التي يمارسونها في لبنان، ليست سوى تذكرة دخول للنادي السياسي هناك، للوصول إلى الغنائم وتقاسمها مع من يمثلون الطوائف في لبنان، وليس أبعد من ذلك".
وأكد "آل الشيخ" أن العراق تحول إلى الديمقراطية على يد الأمريكيين منذ 2003م، ومنذ ذلك الحين والفساد واقتسام الغنائم والثراء محصور بمن يفوزون في الانتخابات، ومن يتولون مناصب في الحكومة، وكذلك قادة الميليشيات الإرهابية.
وأشار الكاتب إلى أن انتفاضة العراقيين الأخيرة هذه الأيام، نتيجة لتدني الخدمات وأهمها الماء والكهرباء، إضافة إلى الجوع والفقر والمرض، كانت الباعث الأول لهذه الاضطرابات.
الاحتكام إلى صناديق الانتخابات
وتساءل "آل الشيخ": لماذا لم تحقق لهم الديمقراطية، والاحتكام إلى صناديق الانتخابات، الحد الأدنى من الخدمات التي تجدها متوفرة في أي دولة من دول أدغال إفريقيا، رغم أن العراق فيه من الثروات النفطية وغير النفطية ما يجعله فعلاً لا قولاً من أغنى الدول العربية؟، لماذا لم تحقق الديمقراطية والاحتكام إلى صناديق الانتخابات ما كان -على الأقل- متاحًا في زمن صدام حسين؟
ولفت الكاتب إلى أن النموذج الثالث للدول الديمقراطية، هي تونس، التي تبدو أنها الدولة الأنجح ديمقراطيًا بين الدول العربية، قائلًا: "صحيح أنها نسبيًا الأفضل، لكننا لا يمكن أن نقرأ تجربة تونس بمعزل عن جهود الرئيس التونسي الحبيب أبو رقيبة، فهذا الرجل كان قد أسس للتنمية الاجتماعية، وفرض كثيرًا من التوجهات التنموية الليبرالية، بالشكل الذي جعل تونس مهيئة لأن تنجح نسبيا".
الفساد المالي والثراء غير المشروع
واستدرك الكاتب: ورغم نجاحها إلا أن الفساد المالي والثراء غير المشروع، أهم عوائق هذه التنمية، كما أن أهل تونس بدأوا يحنون للأمن والرفاه الذي كان يعيش فيه الأغلبية، في عهد ابن علي، في حين أن الفساد في تونس اليوم يلقاك في كل ناحية، فضلا عن أن الحكم الحالي أعطى للإرهابيين من أقطاب الإسلام السياسي، مساحة أكبر، ومنابر أكثر صدى.
وكشف الكاتب عن ظنونه في أن تونس على وشك ثورة جياع حقيقية، لا سيما وأن ساستها مشغولون عن الشعب بالجدل الحزبي والمماحكات السياسية، بينما أغلبية التونسيين يتضورون جوعا.
ثقافة الطائفية
واختتم الكاتب مقالته بقوله: "لذلك أقول وأكرر إن الديمقراطية في ظل تفشي ثقافة الطائفية والمذهبية وترسخها في ثقافة الدول العربية، محكوم عليها بالفشل منذ البداية، والأدلة التي ذكرت آنفا تثبت بالتجربة، وليس بالتنظير، صحة ما أقول".
للاشتراك في خدمة "واتس آب المرصد" المجانية أرسل كلمة “اشتراك” للرقم (0553226244)
في حال رغبتكم زيارة "المرصد سبورت" أضغط هنا

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up