رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

ليس كل ما يعرف يقال !

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

كان عليه الصلاة والسلام لا يحب الحديث عن الفواحش لأنه لا يحب أن تجري على ألسنة الناس فيعتادونها ومن ثم يسهل عليهم مقاربتها، كان يريدها أن تبقى بعيدة عن ألسنة الناس، لتحتفظ بوحشيتها وانعزالها، وبعدها عن وجدانهم، فبذلك تحتفظ الفاحشة بغربتها عن المجتمع.
أما إذا سرت على ألسنتهم زالت غربتها ووحشتها، وألفتها ألسنتهم ثم لا تلبث أن يألفوها هي نفسها.
إلا أن أهم ما يقال في هذا المقام أن السلوك الشاذ يمكن أن يحدث هنا مثل ما يحدث في أي مكان في العالم، إلا أن السؤال: هل هذه الممارسة تنتشر بالمستوى الذي يجعلنا نفرد لها حيزا كبيرا في صحافتنا الورقية والكترونية ؟ وسؤال آخر: هل هذه الظاهرة تفوق من حيث الكم الذي يمارسها ومن حيث النوع مشكلاتنا الأخرى؟.
ألا توجد قضايا أهم وأخطر تهدد وجودنا نفسه أكثر من هذه الظواهر؟ نعم هناك قضايا أهم وأخطر، وبعضها يمس صميم مؤسساتنا وبعضها يهدد هويتنا بالذوبان والتلاشي وبعضها يهددنا اقتصاديا بإفلاسنا وإفقارنا ونهب ثرواتنا وتبديدها.
نعم ثمة الكثير من المشكلات والقضايا التي تحتاج منا عميق التفكير، ومع ذلك لا أحد يدعو إلى إهمال القضايا الشاذة، على أن تتناسب المعالجة مع حجم الحدث أو الظاهرة، وأن تتم المعالجة في إطار المنهج الإسلامي ووفقا للتقاليد والأعراف الاجتماعية، ولا أعتقد أن هناك من يجهل أن مجتمعنا ينشد العفة والطهر ويتحرج ويستحي أن يتحدث عن مثل هذه الممارسات.
وأخيرا ليس كل ما يعرف يقال.

arrow up