رئيس التحرير : مشعل العريفي
 علي الزامل
علي الزامل

الفشل المقنع!!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

لا شك الفشل المقنع اخطر بكثير من البطالة المقنعة بوصفه يكرس للتسيب بتضاعيفه .. للاسف هناك مديرون يعمدون لصناعة التسيب والفشل لمرؤوسيهم .
فمجرد أن يطالب موظف ما بحقوقه؛ كأن يوضع في المكان المناسب لمؤهلاته وقدراته، يعتبر هذا الموظف بالنسبة لهذا النوع من المديرين متمرداً وخارجاً عن الإطار المألوف، وفي السياق حين يختلف الموظف مع ذاك المدير في وجهات النظر فيما يتعلق بمصلحة العمل، يعد ذلك تعديا وتطاولا على شخص المدير!.
كما ترون فتلك المطالب وغيرها الكثير ما هي إلا حقوق مشروعة ووجيهة ناهيك عن أنها تخدم الإدارة وتصب في مصلحتها، أما عن الأساليب المستخدمة والتي تحاك من قبل المدير لإيقاع الضرر بهذا الموظف أو ذاك؛ أي الذين لا يروقون لتوجهات المدير (الشخصية) تتلخص في جره واستدراجه للوقوع في بؤر التسيب وبشكل غير مباشر «مبطن» وغاية المدير من هذا السلوك العقيم هو أحد أمرين إما لتطفيشه من الإدارة أو لإظهار فشله وإبراز عيوبه على السطح تمهيدا لنقله وربما طي قيده، والصور كثيرة لهذه الأنماط من السلوك منها على سبيل المثال لا الحصر .
وضع الموظف في مهنة أو وظيفة بعيدة عن مؤهله أو تفوق قدراته وإمكانياته أو أدنى من ذلك بكثير، فالأولى قد تشق على الموظف ويستعصي عليه أداؤها، والأخيرة تشعره بالدونية والتسفيه، وكلتا الوظيفتين أو المهام محبطة وطاردة بشكل أو آخر، وعلى الأرجح ستقوده للوقوع في الخطأ والإخفاق أو ربما الإهمال والتقاعس وما يستتبع ذلك من تأخر وغياب، وهذا ما يريده المدير ويسعى لتحقيقه، المضحك المبكي أنه حتى في حال فطن الموظف لهذا الفخ؛ أي لم ينزلق بالوقوع على قارعة طريق التسيب واجتازه بصبر وجدارة فلن ينج من بعض «المطبات» والعراقيل التي يضعها المدير على طريق ذلك الموظف لتحقيق الغاية ذاتها، فمثلا قد يلجأ لتحريض بعض زملائه وخصوصا «المتزلفين» للمدير لمضايقة ذلك الموظف بصورة أو أخرى، المؤسف حقا وجود مثل هؤلاء المديرين الذين يعول عليهم المجتمع في استزراع النجاح وتكريسه تراهم يزرعون الفشل .
نتمنى أن يربأ هؤلاء عن تلك الترهات، وأن يضعوا المصلحة العامة نصب أعينهم وتغليبها على ما دون ذلك من أهواء ونوازع شخصية أو مصالح فردية (الشخصنة) .. وبالتوازي لا يفوتني تذكير هؤلاء الموظفين الذين قدر لهم أن يعملوا مع مديرين بهذا السقف بل لنقل الدرك من التفكير والسلوك وأقول لهم احذروا الوقوع في المصيدة، فالتسيب والإهمال ليسا حلا ولا مبررا .

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up