رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

انكشف الغطاء !

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

وأخيرا.. انكشف الغطاء واستبان زيف الدعاوى، فمنذ الخمسينات الميلادية والاتحاد السوفيتي الذي تقوده روسيا اليوم وهو يدعي الانحياز للشعوب ضد الديكتاتوريات الحاكمة، ومنذ الستينات والبعث الحاكم في سوريا يؤكد بأنه جبهة الصمود والتحدي في وجه العدو الصهيوني، ومنذ عقدين وأكثر والنظام الإيراني يتلفع بثوب الإسلام والشعوب المسلمة، ومنذ عشر سنوات أو أقل وحزب الله يحمل راية التصدي لإسرائيل دفاعا عن الشعب اللبناني والسوري معا، واليوم يتكالبون بترسانتهم مجتمعة على الشعب السوري الأعزل لا لسبب سوى أنه طالب بالحرية والكرامة!!. جريمة القتل باستخدام الكيماوي التي تجاوزت ببشاعتها حدود البربرية وهزت العالم كله قادت العالم إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار أممي لإدانة هذ الجرم البين و لوقف نزيف الدم السوري ومعالجة الجرحى وإغاثة المدن المنكوبة إلا أن روسيا وقفة ضد هذا المقترح الإنساني وأسقطته في سابقة تخذيلية أعادت التعريف لمعنى الإنسانية إلى المربع الأول مرة أخرى، وبتنا في حاجة من جديد لتعريف معنى الأخلاق وحدود تماسها وتقاطعاتها مع المصالح المادية الأنانية، فهل نعجب بعد هذا إذا تخلت الدبلوماسية الامريكيه والغربية عن نمط خطابها الهادئ، ليعلو صوتها هذه المرة في وجه هذا العنف الوحشي على شعب عربي شقيق أعزل من سلطة يفترض فيها أن توفر له الحماية والأمن؟! ثم يجد هذا النظام الحماية من قوى دولية في مؤسسة دولية تحمل لافتة «الأمن» ينبغي أن تتمتع بالحد الأدنى من المسؤولية؟!. لقد حمل العالم الحر الأطراف الدولية التي تعطل التحرك الدولي المسؤولية الأخلاقية عما آلت إليه الأمور، خاصة إذا ما استمرت في موقفها المتخاذل والمتجاهل لمصالح الشعب السوري، وشددت من لهجتها تجاه النظام السوري ، معتبرة أن النظام السوري هو نظام مجرم، أمعن في قتل السوريين، بل وذهب أبعد في التعبير عن امتعاض من تخاذل المجتمع الدولي عن حماية الشعب السوري، فطالبة مندوبة امريكا في مجلس الامن أيضا بتغيير النظام السوري إما طوعا أو كرها، لم يحاصر نظام الأسد بقصفه بالكيماوي والبراميل والقنابل المحرمة دولياً االسوريين وحدهم، ولكنه حاصر بإجرامه حتى صبر الخطاب العالمي، فلم يترك له منفذا أخلاقيا سوى أن يدعو لردع الفئة الباغية امتثالا للأمر الإلهي، فلو أن هذا النظام وجه نصف عنفه وقوة نيرانه التي وجهها على شعبة لما يقارب العام على العدو الصهيوني الذي صام عن مواجهته أربعة عقود، لنال شيئا من الاحترام ولوجد له مؤيدوه شيئا من المبررات والأعذار، ولكنه صام عن الحرب ما يقارب نصف القرن وأفطر على حرب شعبه..!

arrow up