رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

يا ليت لي أربع أقدام

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

قبل أربعة أعوام تقريًبا كنت في لندن٬ وأغراني ثلاثة من الزملاء بالذهاب إلى حديقة (الهايد بارك)٬ خصوًصا أن اليوم مشمس والحديقة تعج بالحسان وغيرهن٬ وقبلت اقتراحهم٬ وعندما كنا سائرين نحوها مررنا بمطعم يختص بعمل (السوشي) الياباني٬ واقترح أحدنا أن نأخذ معنا طلًبا ونأكله هناك٬ ووافقنا على اقتراحه. وتحت ظلال شجرة وارفة جلسنا هناك نتبادل أطراف الحديث٬ وقبل أن نبدأ بالأكل اقترحت عليهم أن نطلق أقدامنا قليلاً بالسير لمدة نصف ساعة٬ ثم نعود إلى مكاننا. ووافقوني على ذلك٬ فتركنا طلبنا على السجادة٬ وغطيناه بورق جريدة كانت مع أحدنا٬ وبعد أن عدنا وكشفنا ورق الجريدة٬ إذا بـ(السوشي) يتحول بقدرة قادر إلى طبق من (البيتزا) الكبيرة الحجم٬ ويبدو أن أحدهم قد كشف الورق في غيابنا وأغراه منظر السوشي٬ فبدله بما كان معه. طبًعا أسقط في أيدينا٬ ومع أن منظر البيتزا كان مغرًيا إلا أن ما نّكد علينا أنها كانت ممتلئة بشرائح لحم الخنزير٬ واستنكفنا عن أكلها. عندها بدأ الجميع يقرعونني على اقتراحي المهبب الذي اقترحته عليهم (بتطليق أقدامنا)٬ ولا أنسى أن أحدهم قال لي: جعل رجولك للكسر٬ قول آمين٬ فرددت عليه: آمين. *** حدثتني ممرضة أعرفها لأنني أذهب بين الحين والآخر إلى المستشفى٬ وأطلب منها هي تحديًدا أن تقيس ضغطي٬ ونتأكد من مستوى (الكولسترول) في دمي٬ إلى جانب أن تحسب عدد دقات قلبي٬ ومن العجائب التي مرت عليها أنها قالت لي: إنني قبل أيام كنت في عنبر الولادة٬ وعندما دق التليفون سمعت صوت رجل يقول: أنا (فلان الفلاني) سوف أحضر زوجتي لكي تضع طفلاً٬ فقلت له: على مهلك لو سمحت٬ أريد أن آخذ معلومات٬ هل هي تشعر بالآلام؟ قال: نعم٬ أنا (فلان الفلاني) وزوجتي... فقاطعته أسأله: أهذا هو طفلها الأول؟٬ فقال: لا٬ أنا زوجها الأول. *** لي صديق أحترمه تقريًبا٬ وسمعت أن حادث تصادم كبيًرا قد حصل له٬ وبحكم أنني ملك الذوق ذهبت إلى المستشفى لزيارته والاطمئنان عليه٬ وعندما وصلت إلى غرفته وجدتها خالية إلاّ من ابنه المراهق٬ فسألته عن حال والده٬ فقال إنه لا يزال في غرفة العناية٬ والحمد 谘ఁ أنه لم يكسر من أقدامه سوى قدمين. فقلت له: ما دام الحال هو كذلك٬ فالحمد 谘ఁ أن بقية أقدامه سليمة٬ وأرجوك بلغ والدك تحياتي٬ وقل له: من شابه أباه فما ظلم. وخرجت وأنا أعد خطواتي٬ محدًثا نفسي: كيف لو كان لي أربع أقدام؟! يا ليت! اثنتان أسير بهما٬ واثنتان (استبنه).
نقلا عن الشرق الاوسط

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up