رئيس التحرير : مشعل العريفي

مشعل السديري: يا عزيزي كلّنا شحّاذون!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

تابع صحيفة” المرصد” عبر تطبيق شامل الاخباري https://shamel.org/panner

صحيفة المرصد: قال الكاتب مشعل السديري، التسوّل أو الشحاذة يعد من أقدم المهن في تاريخ الإنسان - إن صح كلامي. وما دام هناك في العالم فقر وغنى وبينهما بطالة، فلا بد أن تترعرع الشحاذة بشكل أو بآخر. أهداف متعددة وتابع الكاتب ومن وجهة نظري، فكل (بني آدم) على بكرة أبيهم ما هم إلاّ مجاميع من المتسوّلين بطرق وأهداف متعددة، فهناك من يتسوّل لسد رمقه، وغيره لا يتورّع عن التسول بطريقة ملتوية من أجل المزيد من الثراء، وآخر من أجل المنصب، وآخر يتسوّل الحب وقد لا يجده، وآخر قد يبلغ قمّة النجاح ولكنه مريض لا يخجل من أن يتسوّل الصحة بطلب العلاج، وآخر يتسول العدل وقد لا يجده، وهناك من يتسول فقط ولو قليلاً من السعادة أو راحة البال، ولكن هيهات، هيهات. كل بني آدم شحاذون وأضاف "السديري" في مقال منشور له بصحيفة "الشرق الأوسط" بعنوان "يا عزيزي كلّنا شحّاذون" قائلًا، نعم كل بني آدم شحاذون، كلهم متسوّلون ومتوسّلون على باب الله لطلب رحمته. فالله وحده هو الغني، ونحن الفقراء. طولة العمر وأوضح الكاتب أما عن أساليب ومفارقات الشحاذة فهي عجائب وفنون، وأظن أنها مع الوقت تصبح إدماناً. وأعرف رجلاً ما زال على قيد الحياة وأتمنى له طولة العمر، عرفته وهو (كحّيتي) مجرد مستخدم عند رجل من علية القوم، وكنت بين الحين والآخر أذهب لزيارة سيّده. باب السيارة وتابع ولا أذكر أنني خرجت من المجلس للذهاب إلى سيارتي، إلا ويلحق بي ذلك المستخدم، ويلتصق بي مثل لاصقة (جونسون)، ولا يتركني إلاّ أن أعطيه ما في جيبي حتى لو كان ريالاً واحداً. وآخر مرة ذهبت إلى هناك تعمدت ألا أحمل نقوداً لكي أقسم له بالله أن جيبي فاضٍ، وهذا ما حصل غير أنه لم يقتنع ووقف أمام باب السيّارة كحرف الألف، ولكي أخجله حلفت له بالله صادقاً أنْ ليس لديّ غير هذه (الكلونيا) الليمونية الصغيرة بسيارتي، فقال لي: هاتها، ثم خطفها من يدي وأعطاني عرض كتفيه. وقال "السديري" وللمعلومية، فهو رجل لديه اليوم ملايين، ولكنه أدمن على الشحاذة التي تسري بدمه، لهذا أنا أعذره وأعتبره مريضاً. عزة نفسه واختتم مقاله قائلًا وأختم بحادثة لامرأة أميركية اسمها ماكلور، كانت تقود سيارتها ليلاً في طريق طويل، ونفد وقود سيارتها، وكان بقربها شحاذ مشرد مستلقٍ على الرصيف فعرض عليها مساعدته، فلم تُعِرْه أهمية، فذهب هو من تلقاء نفسه وبعد ربع ساعة أتاها من المحطة القريبة بغالون بنزين بقيمة (20) دولاراً ورفض أن تردها إليه، غير أن تصرفه وعزّة نفسه أثّرت في ماكلور، فأطلقت من أجله حملة تبرعات عبر (الإنترنت) وصلت إلى أكثر من (325) ألف دولار حتى الآن، وما زالت التبرّعات تتوالى، هذه الطريقة المجدية بالشحاذة هي التي فاتتني.

arrow up