رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

المأزق المحرج

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

من المضحكات المبكيات في هذا الزمن الذي جعل الجماد وهو الجماد ينطق ­ وهو على فكرة من علامات الساعة ­ أقول إنني في هذا الزمن الشفاف أخشى ما أخشاه أنه سوف يكشف المستور ويجرد الناس حتى من ملابسهم عندما يبلوهم بلبس نظارة شبه سحرية٬ وساعتها والعياذ با لن يكون لحجاب المرأة معنى٬ وهذا الاختراع هو قاب قوسين أو أدنى من طرحه بالأسواق٬ وأتمنى أن يقصف الله عمري قبل أن أقتني تلك النظارة الفضائحية٬ ليس غيرة مني على نساء المسلمين فقط٬ ولكن لأن تلك النظارة لن ترحم أحًدا بما فيهم حضرتي٬ فالكل سوف يسيرون على حد سواء في الشوارع والأسواق مثلما نزلوا من بطون أمهاتهم. لا تظنون أنني (أهرف بما لا أعرف)٬ لا.. وألف لا٬ لأنني من هذه الناحية أعرف جيًدا ومدمن وشغوف بتتبع أخبار العلم والاختراعات حتى لو وصل الأمر إلى (أذناب الكلاب). وهذا الاختراع هو من أسوأ الاختراعات القادمة المحبطة التي قرأت عنها٬ إذ إنها سوف تقلب الموازين عاليها على سافلها أو العكس٬ ولا أدري وقتها أي دور سوف يقوم به حراس الفضيلة والآداب٬ وكيف يطلبون من المرأة أن تغطي وجهها مثلاً٬ وهم بجلالة أقدارهم مجردون من ملابسهم؟! لا شك أنها سوف تكون مناظر بشعة٬ يحن بعدها كل واحد منا لذلك (الزمان الجميل)٬ عندما يسحره خد أسيل انزاح طرف الطرحة عنه٬ متمنًيا أن يسمع حتى ولو كلمة: غطي (وجهك يا مرة). أرجوكم لا تظنوا أنني أتهكم أو أتميلح أو أمشي على (حبة ونص) لكي أخفف طينتي أكثر٬ التي هي بالنسبة لي في هذه اللحظة أثقل من زيت القطران. ولكن كيف يتأتى لي ذلك وأنا أرى بعيني التي سوف يأكلها الدود يوًما ما٬ كيف يتأتى لي ذلك وأنا أستشرف العاصفة الرهيبة قادمة؟!٬ إلاّ إذا سكت٬ وأنا أرفض أن أكون شيطاًنا أخرس. السؤال الذي أعجز عن الإجابة عنه٬ وأرجوكم أن تساعدوني٬ هو: كيف نستطيع نحن معشر المسلمين أن نتصدى لهذه الآفة أو البلوى وأن نوقفها عند حدها؟!٬ خصوًصا وهي تنتهك ليس مشاعرنا فقط٬ ولكنها تنتهك حتى محارم المسلمين٬ وهذه هي الكارثة؟! إنني وأنا الإنسان الغيور الضعيف٬ أهيب بعلماء المسلمين لأخذ الأمر بجدّية فالمسألة ليس فيها مزاح. كما أنني على يقين أن علماء ومشايخ ومطاوعة المسلمين بما عرفوا به من (كياسة وسلاسة وسياسة)٬ أنهم بإذن الله سوف يجدون المخرج اللائق من هذا المأزق المحرج والبايخ وقليل الأدب. نقلا عن الشرق الاوسط

arrow up