رئيس التحرير : مشعل العريفي
 علي الزامل
علي الزامل

عقلنة الإدارة...!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

قال حكيم صيني قديم (صان تسو) هناك قانون يسري على كل شيء سماه «قانون الجهد العقلاني» يدعو للالتزام بأن يكون عائد أي جهد بشري متكافئا مع حجمه ونمطه، وإلا فإن بذله لا يكون مسوغا ولا مقبولا بل يعتبر جهدا ضائعا، فمن الحماقة مثلا إطلاق نيران مدفع على ذبابة، وفي السياق ليس من المنطق أن تهش جيشا معاديا بـ (كشاشة ذباب)، ففي كلتا الحالتين الجهد لا يتوافق وحجم الحالة أو الموضوع المراد معالجته أو الظفر به، والنتيجة حتما تفضي بالفشل.. مناسبة استدعاء هذه الحكمة هو تصرفات بعض المديرين أثناء ميكنة العمل ، وبكلمة أوضح إهدار مزيد من الوقت والجهد وربما المال في أمور لا تستحق أقل القليل من تلك المخرجات، وفي الأثناء أو على الضفة الأخرى، تقاعس أو تقتير في الجهد والوقت والمال لجهة أمور تقتضي وتستحق أن يرفع سقف المخرجات، وذلك مرده عدم قدرة المدير على استبصار واستشعار حجم وقيمة وربما خطورة النتائج المترتبة على معطياته، وبمعنى من المعاني غياب الموضوعية وسوء التدبير والتخطيط .. نضرب بعض الأمثلة للإيضاح.. ثمة مديرون يجندون موظفا أو أكثر فقط (للتجسس) على الموظفين بحجة الاستطلاع على مدى إنتاجيتهم، بينما هو في غنى عن ذلك فيما لو توسل أسلوب التعامل معهم بشكل مباشر وتفهم متطلباتهم، وأشبع حاجاتهم الوظيفية وكسب ودهم ، عوضا عن الأسلوب المقيت الذي بالتأكيد سوف يحرض على مزيداً من التسيب ، وفي الإطار سوف يستفيد من وقت وجهد هؤلاء الذين نصبهم لمهمة التجسس على زملائهم، وفي سياق آخر تجد بعض المديرين يقيم الدنيا ولا يقعدها ويشكل لجانا ويعقد اجتماعات لمجرد نقد صحافي وجه لشخصه الكريم بغية دحضه… بينما يتجاهل أو لا يكترث لأمور غاية في الأهمية. الأمثلة كثيرة لا يتسع المجال لذكرها وهي تدلل أكثر ما تدلل على وجود فجوة أو قل هوة ما بين ثالوث (الجهد، الوقت ،المال) والعائد إن دنوا أو علوا، فمتى ما استطاع المدير إيجاد آلية التوازن والمقاربة بين المدخلات والمخرجات، كان ذلك أدعى لتحقيق إنجازات أكبر… بقي القول لا بد من تدريب المديرين بل قبل أن يتقلدوا الإدارة على (عقلنة) وموضوعية أفعالهم وتصرفاتهم بما يتماهى ويتسق وحجم المردود، خصوصا إذا علمنا أن هناك من المفكرين من اعتبر العلاقة بين حدي هذا القانون معيارا يقاس من خلاله النجاح أو الفشل في شتى المناحي .

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up