رئيس التحرير : مشعل العريفي
 طارق الحميد
طارق الحميد

«الوهابية» والعمليات الانتحارية

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

كلما وقعت جريمة إرهابية، وعملية انتحارية، تطفو على السطح عبارة «الوهابية»، وبالتالي محاولة إدانة السعودية، فهل هذا أمر صحيح؟ بالطبع لا، لكن لا بد من القول، ومن باب المحبة والغيرة، على الدين والوطن، بأنه على السعودية، ورغم كل جهودها بمحاربة الإرهاب، مواصلة الجهود لاجتثاث بذور التطرف، وذلك من خلال تفعيل صارم للأنظمة ضد التطرف والمتطرفين، والمحرضين والمبررين، وحتى ردع طالب مبتعث يغرد دعًما للتطرف، جهد تعليمي وإعلامي صارم لا هوادة فيه، ولا حسن ظن، لكن، ورغم كل ذلك، فإن لا علاقة لـ«الوهابية» بالعمليات الانتحارية. ولمن يريد الحقائق، فقد نشرت صحيفتنا هذه حوارا في أبريل (نيسان) 2001. وقبل إرهاب 11 سبتمبر (أيلول) في أميركا، مع مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ قال فيه إن طريقة قتل النفس بين الأعداء، أو ما يسمى بالطرق الانتحارية «لا أعلم لها وجًها شرعيًا، ولا أنها من الجهاد في سبيل الله، وأخشى أن تكون من قتل النفس». فمن تصدى للمفتي حينها؟ أسامة بن لادن؟ أو الظواهري؟ من تصدى للمفتي هما الدكتور يوسف القرضاوي، الزعيم الروحي للإخوان المسلمين، وقيادي حماس الدكتور محمود الزهار، وثاني يوم من الحوار مع المفتي! حينها قال القرضاوي إن تفجير النفس ضد المحتلين مقاومة شرعية، ومن أعظم أنواع الجهاد في سبيل الله، وإنه عملية «فدائية بطولية استشهادية أبعد ما تكون عن الانتحار». ونقل موقع «الجزيرة نت» عن القرضاوي قوله إن «المنتحر يقتل نفسه من أجل نفسه، أما الفدائي فيقدم نفسه ضحية من أجل دينه وأمته، ويقاتل أعداء الله بسلاح جديد وضعه القدر في يد المستضعفين ليقاوموا به جبروت الأقوياء». بينما في عام 2015 نقض القرضاوي فتواه هذه قائلاً إنه كان يحصرها بالفلسطينيين، ومستدرًكا: «إن الإخوة في فلسطين قد أغناهم الله عن هذه العمليات، بما مَّكنهم من الحصول على صواريخ تضرب فيُعمق إسرائيل نفسها، وإن لم تبلغ مبلغ الصواريخ الإسرائيلية، ولكنها أصبحت تؤذيهم وتقلقهم وتزعجهم، فلم يعد إذن المعّول على العمليات الاستشهادية، كما كان الأمر من قبل، فلكِّل حالة حكمها، ولكِّل مقام مقال»! ومشددًا، أي القرضاوي، على أن «الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والحال»! بينما قال الزهار «إننا لا نصفهم بالانتحاريين، وإنما رهبة للعدو وجزء مهم لتحقيق النصر»! هذا ما يقوله لنا التاريخ، فمفتي السعودية هو من حرم العمليات الانتحارية، وقبل الإرهاب الدولي، بينما دافع عنها، وشرعها، الإخوان المسلمون، القرضاوي والزهار، وقبلهم «حزب الله»، ورغم كل ذلك رأى الغرب، بما فيهم أوباما، أن الإخوان يمثلون الاعتدال! فما هو المطلوب الآن؟ الإجابة غدًا.
نقلا عن الشرق الاوسط

arrow up