رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

إيران اهتراء نسيج المجتمع والدولة !

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

أرى أن اهتراء نسيج المجتمع والدولة في إيران سيؤدي إلى تفكك الدولة وانفجارها من الداخل.! وحين نحاول التعرف على مكمن الداء الإيراني، سنجد أن عقدة المشكلة تكمن في السماح لرجال الدين بلعب الدور السياسي الرئيسي في إدارة شؤون البلاد، وهو ما يعرف في الأدبيات الفكرية السياسية بـ“ولاية الفقيه”. وإذا كانت ولاية الفقيه في الفكر الإسلامي الشيعي تعتبر واحدة من المرتكزات الأساسية المكونة لذاك الفكر، إلا أن عدواها انتقلت إلى الفكر السني بعد النجاح الباهر لثورة الخميني الإسلامية على الحكم الشاهنشاهي في إيران. إذ أخذت بعض الفعاليات السنية الدينية سواء في مصر والعراق...الخ أو في غيرها من الدول الإسلامية تتبنى هذا التوجه، الأمر الذي أتاح لها أن تلعب أدوارًا سياسية وصلت بها إلى ما وصلت إليه الآن. والآن، وحسب التقرير الإخبارية، فإن عددًا كبيرًا من الشبان الإيرانيين يشعرون بالخيبة من سنوات حكم الملالي، والتي كانوا يعلقون عليها آمالًا كثيرة، وأنهم الآن يبدون لامبالاة واضحة تجاه ما يجري على الساحة السياسية والانتخابات التشريعية، التي ثار جدل طويل حول آلياتها، رغم تأثير هذه الانتخابات المتوقع على مستقبلهم، إلا أنهم يشعرون بالخيبة والإحباط من الوضع برمته، وهم الذين كانوا أكثر حماسًا للخط الإصلاحي من قبل وصوتوا لصالحه مرتين عله يفتح أمامهم أبواب الأمل. إلا أن تمركز السلطة في يد رجال الدين أو الفقهاء حال دون تحقيق برامج الإصلاحيين، وهذا ما أدخل إيران في هذه الدوامة التي لا يبدو من أمل للخروج منها. فخلاصة الدرس: إن إيران سقطت في الفخ، وكل قواها الاجتماعية والسياسية سقطت في الفخ يوم أن أسلمت مفاتيح الدولة لقواها الدينية، ليس بسبب فساد هذه القوى، ولكن لأن السلطة السياسية يجب ألا تسلم لطبقة اجتماعية ما، لا لدينية ولا لغيرها، ولكن يجب أن تكون في يد قوة اجتماعية غير منهمكة في الصراع من أجل السيطرة على القوة !

arrow up