رئيس التحرير : مشعل العريفي
 علي الزامل
علي الزامل

من الواقع

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

أسرة تطارد ثلاثة شباب .. هذا ليس مشهداً سينمائياً او روائياً، بل حدث واقعي تجلى أمامي وعلى مرأى البعض الذين تصادف وجودهم أثناء الحدث.
فقد بدأ المشهد بانحراف سيارة (دون قصد) كان فيها ثلاثة شباب ، على سيارة أخرى فيها رجل في مقتبل العمر وبرفقته زوجته وأربعة أو خمسة أطفال، وفي حينها عبَر الشباب عن أسفه لذلك الخطأ غير المتعمد بإيماءات يدوية إلا أن ذلك الرجل استشاط غضباً ولم ترضه إشارات الأسف والاعتذار التي بدأت تتوالى من قبل الشباب ، ويبدو أن كبرياءه وكرامته لم يهونا عليه فما كان منه إلا أن طاردهم محاولاً إيقافهم وبسرعة عشوائية ، معرضاً أسرته للخطر وبقدر ما أثار ذلك الطائش المتهور ازدرائي ، بقدر ما أعجبني هؤلاء الشباب الذين استبسلوا لتجنب مواجهته.
ومبعث إعجابي وغبطتي بهم أنهم كانوا على درجة من الوعي والتحضر والشاهد أنهم حرصوا على حفظ كرامة أسرة الرجل والنأي عن تعريضها للإهانة فيما لو حصلت المواجهة، وكان لهم ذلك بالفعل، فقد استطاعوا بعد عناء الفكاك منه.
المفارقة المحزنة أن الرجل نفسه لم يفكر في أسرته وتصرف كما لو كان لوحده علماً أنه لا يوجد أي مبرر لذلك التصرف حتى لو افترضنا جدلاً أنهم متعمدون فليس من الحكمة أن تطارد ثلاثة شباب ومعك زوجتك وأطفالك فلنتصور لو أن هؤلاء لم يكونوا بهذا المستوى من حسن التصرف واستقامة التفكير ، الأكيد أنه سوف يتعرض للمهانة وأي مهانة أمام زوجته وابناءه الذين لن يغفروا له هذا التصرف كونه وضعهم في موقف لا يحسدون عليه فضلاً عن تداعياته النفسية على الأبناء حينما يشاهدون والدهم ومثلهم الأعلى يُضرب ويهان.
ونخلص للقول أن ثمة مواقف ومن جملتها آنف الذكر لا مجال لاستعراض العضلات وإظهار الشجاعة بل تجنبها هو الشجاعة الحقيقية كما يجب أن نغرس في أبنائنا هذا السلوك الحضاري ونربيهم عليه بدلا من أساليب التهور و (البلطجة) التي لا طائل ورائها غير الإهانة وما لا يحمد عقباه.

arrow up