رئيس التحرير : مشعل العريفي
 علي الزامل
علي الزامل

السفر لم يعد ماتعاً!!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

هذا ما قاله صديقي (الخمسيني) القادم للتو وقد جاب أجمل العواصم العالمية رداً على سؤالي: كيف كانت السفرة؟ اترككم مع صديقي بعد أن تنهد قائلاً: يالها من مفارقة عجيبة في السابق كنا نستمتع بالسفر وتبدأ نشوة سعادتنا ولهفتنا بمجرد حزم حقائبنا قاصدين المنطقة الشرقية ورغم الأجواء اللاهبة و الرطوبة العالية نلتئم على (جال البحر) تغشانا سعادة غامرة و تحفنا نسائم البهجة من كل جانب و نفس الشيء يقال بالنسبة لربوع بلادي الأخرى فمكمن السعادة إذاً ليس في روعة الأماكن السياحية وجمال طبيعتها كما نتوهم بل في (لمة) والتحام الأسرة و توحد السعادة بين أفراد الأسرة الواحدة.
فهأنذا زرت اجمل الدول ولم استمتع كما ينبغي والسبب وسائل التواصل التي أصبحت لصيقة بنا بل توأماً سمجاً يستحيل نزعه او الفكاك منه.
فما أن تطأ أقدامنا أي مدينة أو مكان جميل بل قبل أن نكتشف ملامح جماله إلا وامتشق الأبناء (جوالتهم) فهذه ابنتي ترسل إنستغراماً لزميلاتها و صديقاتها وهذا ابني ما برح يرسل سنابات لإصدقائه وأقربائه ونفس الشيء بالنسبة لوالدتهم ! فيصبح حالنا بمجرد الوصول إلى أن نغادر سنابات وإنستغرامات متوالية فيستنفد الوقت وتجهض المتعة التي اتينا لإجلها فكأننا والحالة هذه نسافر لأجل الأخرين! فنكرس جل وقتنا للبث المباشر لتنقلاتنا فنجّيرها لهم تباعاً خطوة بخطوة ومنظراً إثر منظر ومعلماً تلو معلم لا بل ونشركهم كي يشاطروننا مأكلنا ومشربنا وفي خضم ذلك ننسى أنفسنا.
لا أدرى فلربما يستمتع الأبناء الصغار بالفعل لأنهم نشأوا وترعرعوا على وسائل التواصل الاجتماعي لكن الحال يختلف عن من هم يناهزون سني وللتأكد أسألوهم الأربعيني والخمسيني فما فوق.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up