رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

الحرمان الشريفان في قلوبنا

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

هناك بعض الدول أو الجماعات ما فتئت بين الحين والآخر، تدعو دعوات مشبوهة لتدويل الحرمين الشريفين، ومنطلقاتها إما سياسية أو مذهبية، ونحن نعتبر ذلك تدخلاً في شؤوننا الداخلية لا تقبله أية دولة لها كرامتها واستقلالها، ووراء ذلك (خرط القتاد).
ولتعرفوا كيف كان حال الحرم الشريف، اقرأوا معي بعضاً ما كتبه الشيخ محمد رشيد رضا، صاحب مجلة «المنار» عام 1327/ 1909، وجاء فيه: «إن الحرم الشريف على حال يتأفف منها العقلاء قد أحاطت به بيوت يسمونها المدارس يسكنها ألوف من الناس وكلها فيها (مراحيض) ذات بلاليع في الأرض تختزن بها الأقذار(.....) وإذا نزلت الأمطار تشربتها الأرض فيتصاعد حينئذ منها بخار منتن(....) مع أن تلك المدارس (البيوت) واجب إزالتها، إذ هي قائمة على أرض لا يجوز تملكها البتة، ولكن أقامها الجور ودعمتها الرشوة» - انتهى.
وبعد 15 سنة دخل الملك عبد العزيز مكة المكرمة وكانت مساحة الحرم الإجمالية في حينها 28 ألف متر مربع، وأول ما فعله أن جمع المصلين خلف إمام واحد، وبعدها بدأت الإصلاحات في عهده وعهد الملوك من بعده. شملت أول توسعة إزالة مبانٍ كانت تضيق على المصلين والطائفين في صحن المطاف، مثل مظلة زمزم، وباب بني شيبة، والمقامات الأربعة، وشملت أيضاً تحويل مجرى مياه الأمطار بين جبل الصفا والمبنى العثماني.
وبعدها تمت توسعة أخرى شملت إضافة جزء جديد إلى المسجد من الناحية الغربية، والاستفادة من السطح العلوي للمسجد ليصل إجمالي القدرة الاستيعابية للحرم المليون ونصف المليون مصلٍ. وقد دشن خادم الحرمين الشريفين في يوليو (تموز) الماضي خمسة مشروعات جديدة لاحقة، بحيث تصل المساحة الإجمالية للحرم إلى نحو مليون ونصف المليون متر مربع، وهذا سوف يضاعف أعداد المصلين.
كما تسعى السعودية إلى رفع الطاقة الاستيعابية لزوار بيت الله الحرام إلى 30 مليون معتمر بحلول 2030، تماشياً مع أهداف (الرؤية). وتكلفت تلك التوسعات والخدمات عشرات المليارات، وستتكلف المشروعات اللاحقة عشرات مليارات أخرى، وليس ذلك عزيزاً ولا غالياً على أطهر بقعة على الأرض نتشرف نحن جميعاً بخدمتها وعلى رأسنا مليكنا. وأصدق كلمات نرد بها على هؤلاء المجعجعين، هو ما قاله الشاعر: أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع
نقلا عن الشرق الأوسط

arrow up